من الرجال من يشير الرجلُ فيه إلى شيء مميّز خاص به واعد بالإنجاز، هكذا كان المرحوم - بإذن الله- سعادة الأستاذ إبراهيم الحجي وكيل وزارة المعارف سابقاً، وقبلها كان مديراً عاماً للامتحانات، وقد كانت الحياة من حوله تعاني ليتمرد طموحه عليها فصار رمزاً يُذكر.
قيمهُ سخّرتهُ وسخّرها لهدف نبيل ارتبط بحراك التعليم والمدرس والطالب، حيث محراب العلم، وأعطى جهده وتجربته مع الخبرة لهذا الهدف، وعمل على تطوره واستقرار طلابه.
أجزمُ أن مشاكل مرّت بالطلاب وكانت متنوِّعة متداخلة، ولكنه عمل على معالجتها باقتدار وحكمة خالدة ذكرياتها مع أبناء قريته واستطاع أن يعالجها لصالح مستقبله وأهداف هذا المستقبل المرتبطة بالتعلّم وفق مراحله ومؤسساته، وما يأمل من تطور له.
كما أنّ معاصريه ومعارفه الأقرب يؤكِّدون على النزاهة التي تحلّى بها في كل شيء.
ولعلّ بداية طموحه لازم حياته فأثر على مسيره، حيث النجاح الذي يليه نجاح، وهكذا باستمرار.
وأتذكّر في هذا المقام أنني حين قرّرت تحويل دراستي من إيران إلى باكستان، وأمام بعض العقبات غير المبررة كتب عن ذلك خطاباً رائعاً لسمو وزير الداخلية الذي كان يعمل بدل وزير المعارف إذ لم يكن في الرياض، وبه تلاشت تلك العقبات، وسافرتُ للدراسة في باكستان.
رحم الله أبا خالد، وأسكنه فسيح جناته.
د. عبدالمحسن بن عبدالله التويجري