عنيزة - فوزية النعيم
افتتحت سمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود «حرم أمير منطقة القصيم» الفعاليات النسائية لمهرجان عنيزة الثالث للثقافة تحت شعار «وفاء وعطاء»، وذلك مساء يوم السبت بقاعة الشيخ عبدالله النعيم في مركز صالح بن صالح الثقافي، كان الحضور كثيباً هيمن على المكان عطش المعرفة وحب الثقافة ولغة الحوار.. تجولت سموها في المعارض المصاحبة للفعاليات ثم أخذت مكانها في مسرح المركز حيث ألقت مشرفة المهرجان الأستاذة ندى النزهة مديرة مركز الأميرة بنت عبدالرحمن الفيصل الاجتماعي، ثم ألقت ابنة الشاعر عبدالله الحارثي قصيدة من نظم والدها بعنوان (بوابة الزمن)، وشاهد الجمع فلماً وثائقياً.. عن الجمعية الصالحية وفروعها منذ ثلاثين عاماً بالإضافة إلى عرض السيرة الذاتية لرواد الثقافة في عنيزة، بدأت بعد ذلك أولى فعاليات المهرجان بأمسية شعرية شارك فيها كل من الشاعرة شقراء محمد مدخلي والشاعرة الدكتورة هند سالم باخشوين وسط زخم من القصائد المتهاطلة جمالاً وحساً يزخ بالوطنية وحب الملك.. وانتهى اليوم الأول بتكريم رموز العمل الاجتماعي والثقافي بدءاً بسمو الأميرة نورة بنت محمد التي أعطت العمل التطوعي جل اهتمامها ووقتها، واستلمت سموها درعاً تقديراً من إدارة المركز.. بعد ذلك سلمت سموها درعاً تقديراً لكل من الدكتورة لولوة عبدالله النعيم لتبرعها السخي في إنشاء مدرسة ومركز صحي بعنيزة، والدكتورة نورة عبدالله النعيم لتبرعها بإنشاء مدرسة بعنيزة، والدكتورة فوزية الجفالي لتبرعها بإنشاء مركز للمعاقين... وغادرت سموها والجميع على أمل اللقاء لحضور فعاليات اليوم الثاني والذي كان ندوة بعنوان (قضايا المرأة في الإعلام بين الحقيقة والمبالغة)، شارك فيها كل من الأستاذة ضياء موسى اليوسف إعلامية والدكتورة جواهر عبدالعزيز آل الشيخ... والكاتبة والأديبة رقية سليمان الهويريني، وإدارت الحوار الأستاذة فوزية إبراهيم السبيل.. بدأت الأستاذة السبيل بتقديم السيرة الذاتية للمشاركات، ثم استهلت الندوة الدكتورة آل الشيخ بحديثها عن أهمية الإعلام وقالت: يُعدُّ الإعلام بوسائطه المتعددة المتنوعة انفجاراً معرفياً عظيماً بإيجابياته وسلبياته معاً لأنه يلعب دوراً أكبر في التأثير على الملتقى ثم تناولت المعوقات الإعلامية ومن ضمنها استهداف الإعلام السياسي والخلقي والعقائدي لأن الإعلام أما تابع أو متبوع أو متحير، وأفادت الدكتورة أن أهم سلبيات الإعلام تركيزه على القضايا السلبية في المجتمع... بعد ذلك تحدثت الأستاذة ضياء اليوسف عن ضرورة إدراك المؤسسات الإعلامية التعاطي مع قضايا المرأة كأولوية ونشر الحقوق ولا بد أن تتحرك المرأة بشكل إيجابي واستغلال الأنظمة التي تسمح في التجمعات النسائية مثل الجمعيات واللجان وتوعية المجتمع من خلال المؤسسات الإعلامية وإيجاد حلول جذرية لقضاياها، ثم تحدثت الهويريني عن الإعلام والمرأة متسائلة: هل الإعلام والمرأة تضاد أم انسجام..؟ وعقبت قائلة: تضاد طبعاً لأنه لم يرض الطرفين.. وتناولت مدى استفادة المرأة من الانفتاح والثورة الإعلامية، وهل يبالغ الإعلام بنشر مشكلات المرأة أم ينقل الحقائق مجردة.. وأفادت أن الإعلام يبالغ في ذلك، واستشهدت بقضايا العضل.. وقالت رقية إن الاعتراف بمشكلات المجتمع يأتي نتيجة للتصعيد الإعلامي.. وفي نهاية الندوة كان لسمو الأميرة نورة بنت محمد مداخلة شكرت من خلالها المشاركات وقالت «الأوراق ثرية ورائعة وإنني من خلال العمل في الجمعيات والاحتكاك بشريحة كبيرة ومختلفة من النساء أشعر أن ما يكتب عن المرأة مقالات نخبوية والكاتبات بعيدات عنها... نحن لم نشاهد كاتبة تسأل العاملات في الجمعيات ما هي مشكلاتها السائدة..» وقالت سموها «الإعلام يركز بشكل غير طبيعي على قضية من ليس له قضية ونقلها بشكل مسيء وردود أفعال سيئة..» واستطردت سموها قائلة «أنا أدرك أن الكاتبات همهن واحد ولكن أتمنى أن تركز على الشريحة الكبيرة المهملة»..
أما اليوم الثالث والذي بدأ باستقبال سمو الأميرة نورة بنت محمد فقد كان بعنوان (المرأة والمنتديات والمراكز الثقافية... الدور والمسئولية). قدمت له الدكتورة وفاء الخرب عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم، وشارك في الندوة كل من أ. د. نجاح قبلان القبلان أستاذ دكتور بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض قسم المكتبات والمعلومات، والدكتورة حصة عبدالرحمن الجبر أستاذ مشارك بكلية الآداب قسم التاريخ بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض.. بدأت الجلسة الدكتورة القبلان بحديثها عن (المرأة والتواصل الثقافي الإلكتروني وتطبيقات الويب) وقالت: الثقافة بمفهوم واسع تحتوي على مجموعة مكونات من معارف وعلوم ومعتقدات وقسم أخلاقية والويب (260) هو مصطلح يشير إلى مجموعة من التقنيات الجديدة والتطبيقات على شبكة الإنترنت العالمية.. أول ما ظهر هذا المصطلح عام 2004م ولم يوجد تعريف محدد له حتى الآن لحداثة المصطلح لأنه هو ظاهرة التحول في نشر المحتويات... وعن الإرهاصات التاريخية قالت: ظهرت الويكي عام 1995م بهدف تبادل المعلومات بين مبرمجي الكمبيوتر وتطور الأمر وانتشر في 2001م.. وعن وسائل التواصل تحدثت عن المدونة وهي صفحة على الإنترنت تحوي مجموعة من المقالات القصيرة التي تم تحديثها باستمرار كما في الجريدة... ثم عرجت على تفاعل المرأة الثقافي الإلكتروني أنه رغم أهمية المراكز الثقافية والصوالين والمنتديات فلابد من التركيز على الأساليب التقنية لتوسعة دائرة الاستفادة من المعلومات وعدد المستفيدين منها.. ثم قالت: إن المرأة السعودية أمامها فرصة لتحقق ذاتها عالمياً وأن تثبت للعالم أن التزامها لا يحول دون تطورها... ثم بدأت الدكتورة حصة الجبر ورقتها والتي كانت بعنوان (أول صالون ثقافي) حيث تحدثت عن أول صالون ثقافي في العالم العربي وكان يقام في البيت تقوده سيدة الفكر العربي (مي زيادة)، وكانت تتميز صوالينها الثقافية بتكثيف المثقفين والأدباء ولم يكن لها أي نشاط سياسي وكان لصالون مي زيادة أثر عميق في حياة الأدباء وكل ما تقوله كان مبدعاً مثلما تكتب.. لقد كانت أعجوبة!!
ثم عرجت على أول صالون سعودي نسائي اسمه (رواق مكة) لمجموعة من النساء لهن اهتمام بالثقافة والحوار بعضوية الأميرة عادلة بنت عبدالله.. وهو أول صالون نسائي ثقافي يحصل على موافقة رسمية من وزارة الإعلام، وكانت صاحبة الفكرة الدكتورة هانم محمد والتي كانت دوافعها إحساسها بحاجة المرأة إلى ملتقيات ثقافية حوارية بهدف استثمار أوقات النساء المهدرة، ثم بدأت بعد ذلك المداخلات والمناقشات، سلمت بعدها سمو الأميرة نورة بنت محمد دروعاً تقديرية للمشاركات.
وقالت سموها: شكراً للجمعية الصالحية ولمركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، فقد استمتعنا بالأيام الثلاثة في تجمع ثقافي جميل.. اليوم قوة سرد المؤرخين شدتنا كثيراً لدرجة أننا شعرنا أن مي زيادة بيننا هذا المساء.. وقالت سموها: أشعر أن الارتباط العاطفي الذي شعر فيه الجميع لمي زيادة أسبابه عدم وجود المثقفات في ذلك الوقت وهذه المشاعر الجياشة هي مشاعر الانبهار بهذه المرأة القادرة على إدارة الصالون ومواجهة القضايا الاجتماعية بمقدرية.. وقالت سموها: مي زيادة ظُلمت في حياتها واليوم انتصرت لها حصة الجبر...
وانتهت اللقاء بحضور مأدبة عشاء فاخرة أقامتها السيدة نورة المعجل بهذه المناسبة..