1 - للكلام لغة.. إيحائية ومعنوية ورمزية ولغوية.. ومفهوم وقيمة ومعنى ونية ومقصد واتجاه وغاية وحركة وشعور.. وكل وحدة منها تؤدي إلى نتيجة مختلفة.

2 - لغة الكلام يمكن أن تتدفق أو تتعطل أو أن تكون كلمة حق يراد بها باطل أو تحقيق مصلحة أو مجاملة أو إهانة أو انتقاصاً أو تفخيماً أو مداورة.. ويمكن أن تكون صادقة أو كاذبة أو منفعلة أو باردة أو ساذجة أو متواضعة أو مغرورة.. كما يمكن أن تكون حانقة أو عاتبة أو معتذرة أو مبررة.

3 - لغة الكلام تعتمد على الغاية من الكلام المراد قوله.. كما تعتمد على طلاقة اللسان القائل وإدراك العقل وفهمه وتقديره.. كما تعتمد على مستوى ثقافة المستمع المتلقي ومقدار استيعابه وحياديته في التلقي.. لذلك نجد من يقول إن المعنى في بطن القائل.. وربما أن المعنى أيضاً يكون في بطن المستمع.. وربما أن المعنى المقصود: إياك أعني واسمعي ياجارة.

4 - لغة الكلام الرومانسية يسمعها القلب فيرسلها للعقل فيتقبلها كما هي دون تحليل ولا تعليل ولا إحالة.. وكذلك الحال في لغة الكلام العدائية التي يفسرها القلب ويحلل مقاصدها وفق رأيه في قائلها ثم يرسلها للعقل الذي يقبلها كما هي تماماً كقبوله للكلام الرومانسي لكن في الاتجاه الآخر.. لذلك نجد في بعض الكلام هدهدة وتحفيزاً وتبشيراً وتطميناً ووعداً ووعيداً ونصيحة وتوجيهاً وتخييراً وتثبيطاً.. من هنا فإن في بعض الكلام شفاء وفي بعضه الآخر مرض.

5 - لغة الكلام بمفرداتها المحددة ومعانيها المؤكدة يتم تلقيها من شخص بخلاف تلقيها من شخص آخر.. لذلك يقول الناس: ضرب الحبيب كأكل الزبيب.. فلغة الكلام من الحبيب لا تحتمل إلا اتجاهاً واحداً غارقاً في الحب والاستلطاف.. ولغة الكلام من شخص آخر تحتمل كل الاتجاهات.

6 - لغة الكلام يمكن أن تقرب القلوب وتؤلف بين الأفراد والجموع.. ويمكن أن تشعل الفتن والحروب وتفرق بين الأخ وأخيه.. فلغة الكلام ليست هي المفردة المستخدمة أو المعنى المقصود أو الشخص القائل أو الثرثرة الكثيرة.. لغة الكلام هي الأثر الذي أحدثه الكلام ذاته إيجاباً أو سلباً.. نفعاً أو ضرراً.. جداً أو هذراً.

7 - تتلعثم لغة الكلام لدى البعض إذا كان أمام جهاز تسجيل منفردٍ.. وتصيبه نفس الحال إذا كان أمام مديره.. أو أمام جمهور أو على خشبة مسرح.. وهو ما اتفق على تسميته: «رهاب المنبر».

8 - أخيراً.. لغة الكلام تعتمد على عناصر كثيرة منها المتحدث والموضوع والغاية والزمان والمكان والحضور والمقام.