سعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
طالعنا ما نشرته الجزيرة في عددها 14039 الاثنين 2-3-1432هـ عن البيان الذي أصدرته هيئة كبار العلماء بتحريم الخروج على ولي الأمر مهما كانت الحجج فبلادنا تحكم بالكتاب والسنة وهذا هو الشرع والملة التي رضيها لنا رب العزة والجلال.. فالخروج والاعتصام مخالف لتعاليم الإسلام والتي تأمرنا بالنصح والرفق والتعاون على البر والتقوى.. وكل مواطن يستطيع أن يصل إلى المسؤول دون عوائق بالاتصال أو الكتابة أو المقابلة والناصح الأمين هو الذي يجمع أمر الأمة ويسعى إلى الخير وحفظ الأمن ووحدة البلاد والدفاع عن قادتها من الأمراء والعلماء.. والعلماء ورثة الأنبياء تجب طاعتهم واتباع أمرهم.. فالعلماء أرفق بالأمة وأعلم بمصالحها من غيرهم.. والحذر كل الحذر من الإذعان إلى أي دعوى تخالف ما اجتمع عليه علماؤنا وما كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم.. وما يحدث في الدول المجاورة لا يمكن أن ينطبق على بلادنا لا من قريب ولا من بعيد.. فبلادنا قائمة على خدمة هذا الدين من تعليم ودعوة ودعم وطبع كل معارف الإسلام من أجل خدمة ونشر هذا الدين.. فالقرآن الكريم يحظى بأكبر مجمع للطباعة في العالم فأصدر عشرات الملايين من المصاحف والمصاحف المترجمة والتفاسير وكتب الحديث والعقيدة والفقه وتوزع مجاناً على كل مسلم ومسلمة في الداخل والخارج.. والحرمين الشريفين قام حكام بلادنا بجهود لا حدود لها من دعم ومساندة لتوسعة الحرمين والسهر ليل نهار لخدمة ضيوف الرحمن.
وفي المشاعر المقدسة جهود لا نظير ولا مثيل لها حتى إن الحج أصبح مضرب المثل في نظامه وخدمة أفراده للحجاج طيلة أيام الحج.. والتعليم قائم على العقيدة الإسلامية الصحيحة ومدارس لتحفيظ القرآن الكريم تهذب الأخلاق وتربي الأجيال على هدي الكتاب والسنة.. إننا في نعم لا نحصيها ونحن محسودون عليها فلا ننساق خلف عدونا دون إدراك منا.
ولنضع أيدينا بأيدي ولاة أمرنا حفظهم الله وهذا من صميم ديننا وعقيدتنا وعليه بايعنا ولاة أمرنا فالنصرة لهم واجبة.. وكلنا حراس لبلادنا فالحذر من التنازع والفرقة فالأعداء يتربصون بنا ونحن غافلون.. وليعلم الجميع أن نبينا عليه الصلاة والسلام حذر من الفتن ولعن موقظها.
وقال الله عز وجل: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}، فلنحمد الله على نعمه التي لا تحصى.. حفظ الله بلادنا وقادتنا وشعبها من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة إنك نعم المولى ونعم النصير.
علي بن سليمان الدبيخي -إمام وخطيب جامع القويع ببريدة - ص.ب 2906