كلُّ العالم تابع كارثة اليابان وأبدى تعاطفه مع هذا الشعب الراقي تكنولوجياً, لكن القليل يعرف أن هذا الشعب يملك خاصية عدا تفوقه التقني وهي «النزاهة» وصحوة الضمير حتى في أحلك الظروف وأقساها تتجلى نزاهتهم, فمع تلك الكارثة الموجعة تابعت ما ينقله الإعلام العالمي من داخل المدن اليابانية المتضررة فسمعت عجباً. ففي لقاء مع صاحب سوبر ماركت حين سألوه عن انعكاس تلك الأحداث على الأسعار في المبيعات فأجاب: رغم قلة المعروض وكثرة الطلب لم تتغير أسعارنا وأظن نفس الشيء أيضاً عند غيرنا. فهذه النزاهة ليست من فراغ بل هي جزء من تلك الثقافة السائدة في اليابان, التي ترفض الغش والتحايل بأي وجه كان، وحين قرأت ما كتبه «ناصر الصرامي» في عدد 14052 بعنوان -مع «عبدالله بن عبدالعزيز» ضد الفساد- قال فيه: (كل القرارات الملكية جاءت ملامسة للمشاع من مشاكل، وحلول مباشرة وحماية المستهلك والرقابة على جشع التجار)، قرأت المقال ورحت أتساءل ونحن حتى بدون كوارث ولا نقص بالعرض ولا زيادة بالطلب (لماذا لا ترتقي نزاهة تجارنا لنزاهة تجار اليابان..؟).
صالح عبدالله العريني – محافظة البدائع