ألتقي مع قرائي الأعزاء ممن يوقدون مقالاتي بشموع آرائهم ومقترحاتهم بردودهم المتباينة التي تشير لما تعيشه بلادنا من حراك ثقافي يبشر بمستقبل واعد وتفاؤل مشرق.
تنوعت أفكار مقالات هذا الشهر بتنوع الأحداث فمن أحداث معرض الكتاب إلى ثورة ليبيا مرورا بنبض قلب مجلس الشورى وتعريجا على عين الصحة وما تخلل تلك المقالات من موضوعات توعوية ووجدانية.
***
القارئ خالد السعيد يعلق على مقال (مجلس الشورى حي، يا جدعان!) بأنه شاهد عبر التلفزيون نقاش مجلس الشورى واستمع لأعضاء يتكلمون عن الصحة وكأنها كالقصر المشيد المنور الأبيض المذهَّب! ويتوقع انفصال بعض الأعضاء عن واقعنا. ويتهكم خالد بقوله (زعلانين لأن أحد زملائهم اقترح عليهم تقديم زيادة خدمة للمجتمع؟) ويرى أن أعجب كلام سمعه هو حوارهم ثم تصريحهم! ويبدو يا خالد أن مجلس الشورى قد فهم مبدأ الشفافية بعرض الجلسات بالتلفزيون وليس بمضمونها.
***
في مقال (الكتاب والارتياب!) انبرى بعض القراء للدفاع عن المحتسبين المتشنجين بحماس في معرض الكتاب وأشادوا بدور هيئة الأمر بالمعروف برغم أنه تبين أنهم لا ينتسبون لها؛إلا أن البعض جدد الإشادة بتصرفهم كالقارئ التميمي الذي يقول:(ما يوجد في المعرض من كفر وزندقة وإلحاد أبعد من تصويره بأنه اختلاط، فالمنكرون كانوا من أصحاب الغيرة والخوف على اختطاف الوطن من قبل أهل الأهواء الذين يريدون الفتن لبلادنا باسم الحرية المقيتة التي أتاحت للقائمين على المعرض أن يفسحوا لكتب الشرك والكفر والعهر وبيعها دون حياء أو خوف من الله وخلقه،هؤلاء يجب مجاهدتهم والتصدي لهم) وهنا يظهر اتهام القارئ لوزارة الثقافة بفسح كتب العهر والكفر!! وظهر تعليقه مرتين تحت اسمين (التميمي، والمرأة الراشدة)! مما يبين أن بعض الرجال يكتبون بأسماء نسائية دعما لفكرتهم! ولا يعني ذلك رضا الجميع عما حصل في معرض الكتاب من اجتهادات وتجاوزات.
فالقارئ عليان الشمري يرى بأن (أولئك يعيشون في غير عصرنا الحاضر بما فيه من وسائل اتصالاتية ومعلوماتية رهيبة والحصول عليها بمجرد كبسة زر،ولا يدرون بأن عصر الوصاية ولى لغير رجعة.
وما يحز بالنفس تشويه الحقيقة من خلال المواقع الإلكترونية باتهام القائمين على المعرض بعدم وجود كتب دينية، وكأن المملكة لا تصرف المليارات على مدارس تحفيظ القرآن والدعاة والمساجد وغيرها).
***
نال مقال (تطبيق الشرائح في التأشيرات..متى؟) رضا جميع القراء على غير العادة! ربما لأنه ذو مساس بظروفهم الاقتصادية ومعاناتهم الشخصية.
يعلق القارئ البلدياتي سليمان العواد بقوله (المعاناة لا تنتهي وأبطالها مكاتب الاستقدام حيث المكاسب الخيالية، ناهيك عن تغيير المعاملة بعد توقيع العقد والمماطلة في إنهاء الإجراءات.
أليس هذا فساداً؟) وأقول يا سليمان هو الفساد بعينه!
وللقارئة هالة البكرى رأي وعلاج ناجع تقول:(على الأسر بذل الجهد للاستغناء عن استقدام الشغالات لأن ضررهن أكبر من نفعهن،ما وراهن إلا الشر ونقل الأمراض ولا تغركم شهاداتهن الصحية وشهادة خلوهن من الأمراض، أنصحكم بأمانة وصدق، فاحذروا).
***
في مقال (هل الشيخوخة قدر، أم مرض؟!)عاد الانسجام بيني وبين القراء الأحباء وأضافوا على الموضوع معلومات ثرية.
يقول بدر أباالعلا الذي أعده بمرتبة (بروفيسور القراء) لمتابعته الدقيقة وردوده المتزنة والعميقة على معظم الكتاب (آه آه يا زمن! ليت اللياقة تعود لحظة! كل شيء جديد لا بد له وأن يتحول لقديم إلا الحب كلما صار قديما كلما زادت قيمته ومتعته وقوته) ولم ينس أن يدعو للكاتبة بطول العمر.
وكنت أود إضافة عبارة (على عمل صالح) فطول العمر ليس المنشود دوما يا بدر!
ألتقي بكم إن شاء الله وأنتم ترفلون بأثواب الصحة وتنعمون براحة البال!