لم تتفاجأ المعلمات البديلات بعدم شمولهن بخير الأوامر الملكية السامية الأخيرة التي عمّت كافة شرائح وفئات المجتمع وسعد بها شعب المملكة العربية السعودية، ولم يستغربن موقف وزارة التربية والتعليم منهن، فقد اعتدن على النظرة غير المنصفة تجاههن وكأنهن من غير جنس المعلمات المعيّنات بصفة رسمية نهائية بكامل المرتبات والحقوق من إجازات ونحوها، فرح شعب المملكة بثمار الأوامر الملكية واكتفين بالفرجة على أفراح فئات الشعب ولم ينلن نصيباً من نفحات الخير الملكية، لماذا ؟ لأنهن يعملن بصفة عجيبة ومسمى غريب (معلمة بديلة) وكأنها تقوم بدور تمثيلي للمعلمة، وقد تناسى المسئولون بوزارة التربية والتعليم أنهن أحوج من غيرهن لمردود ومرتب الوظيفة الرسمية، بدليل قبولهن بمسمى بديلة؛ فالحاجة تدعوهن لذلك، لكن من غير المبرر أن تستمر بهن الحال على هذه الصفة لاسيما إذا عرف المسئولون أنهن يؤدين واجباتهن كاملة كمعلمات وأن مسمى بديلة لا ينفي أنهن ملزمات بجميع المهام التي تقوم بها المعلمات الأخريات المعينات رسمياً لدى الوزارة، غير أنهن يفقدن بسبب هذا المسمى كثيراً من الحقوق والمميزات، فهن يعملن بكامل الأنصبة والحصص، ومعرضات للندب والنقل والترحال من حي إلى حي ومن قرية إلى هجرة بحكم أنهن بديلات وليس لهن حق المناقشة في ذلك، بل إن كثيراً منهن يتفوقن على معلمات رسميات، إذ تسند إليهن مهمات تعليم بالمناهج التعليمية الحديثة، حيث قد استوعبن هذه المناهج أكثر من غيرهن ولديهن القدرة والمهارة في تطبيقها في العملية التربوية التعليمية، وكان من الواجب تحفيزهن على تولي مكانة أفضل إن لم يكن بالتعيين الرسمي فبعدم الحرمان من مضمون القرارات والأوامر الملكية الكريمة، فهن من بنات الشعب ويؤدين رسالة جليلة سامية، وينالهن العناء والتعب من الترحال وكثرة التبديل والتغيير من مدرسة لمدرسة ومن قرية لقرية، فهل يكون نصيبهن هذا الجحود والحرمان، والتهميش والتقليل من جهودن وعطائهن وتفانيهن؟! فالآمال معقودة - بعون الله - بنظرة حانية من لدن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه- بالتوجيه الكريم بدراسة وضعهن بصورة عاجلة وتحسين مستوياتهن الوظيفية كفئة هامة من فئات المجتمع السعودي التي تؤدي واجبات وافية ولها حقوق منتظرة، وشمولهن بالقرارات الكريمة بشأن ترسيم ذوي الوظائف المؤقتة كبند (105)، وثمة مبادرات منتظرة من المسئولين بوزارة التربية والتعليم بالنظر إلى أوضاعهن وتحسينها وظيفياً مقابل الجهد الكبير والعمل الجليل والأنصبة غير المنقوصة التي تقوم بها وتقدمها هؤلاء المعلمات، وقد يكون من المناسب تقديم مقترح لتعديل أوضاعهن لحين الترسيم وعلى سبيل المثال: يكون العقد لعام دراسي كامل وسنة مالية كاملة مع صرف المرتبات دون انقطاع وتوقف، إقرار حوافز تميز بين المعلمة في المدارس النائية والمدارس داخل المدن أسوة بالمعلمة الرسمية، ومساواة نصاب المعلمة البديلة من الحصص بالمعلمة الأساسية التي حلّت محلها دون أعباء إضافية لا مبرر لها سوى أنها (بديلة)، والمرونة بقبول الأعذار الطبية الموثّقة، إذ إنها معرضة كغيرها للعوارض الصحية الطارئة.