على طريقٍ تداخل معه مجهولٌ بمعلومٍ تسيرُ بنا الحياة، وبالإيمان والصبر نتعايش معها، ومع ظروفها وإن تنوَّعت، والتي قد تكون صعبة في بعض الأحيان،
وخاتمة هذا المسير بحول الله نتيجة نحمده لعلمنا برحمة الله، والمصير لا بد منه.
إنّ المسير وصعوباته تهون إذا اعتمد الإنسان الإيمان والصبر، وأملاً في الاحتساب، وأدرك أنّ حاله قدرٌ لا يستطيع له تبديلا، وإن أخذ بالأسباب من علاجٍ وجهدٍ وغير ذلك.
مع اعتبار الأقدار فإن نبراس الحياة والآخرة الإيمان المطلق الذي لا يزعزعه إرهاصات أو ألم، وعلى الفرد منا أن يتذكّر دوماً أنه خُلق ليعيش في كبد، ويتنازعه شرٌّ وخيرٌ، وكل أعماله تُرصد وسيحاسب عليها حينما يأذن الحق بذلك.
(ولعلنا بين فترة وأخرى نقرأ ونفهم بإيمانٍ ما قال الحق في سورة ق) {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} فلا تداخل بين مجهول ومعلوم، ويفيد الإنسان مراجعة مراحل تخليقه، وصيرورتها حتى وُلدَ وجاء ليعيش حياته بإذن الحق سبحانه، إنّ للكبد وجهاً آخر، حيث الرفاهية وما هو متاح من لهو ولعب، ومن دواعي سرور المخلوق ما له من مالٍ وأبناء وجاهٍ، فالفرد منا بين هذا وذاك، والعبرة في مسيرٍ يمهد للمصير، ولكل منهما حالة يؤديها بالتزامٍ وإتقان، فإن أصابه خيرٌ وجبَ أن لا ينسيه واجب المصير.
لستُ بذلك واعظاً ولا ناصحاً، إنه حوار مع الحياة جاءت ظروفه وأنا أتلمس سبباً للشفاء، حيث أعالج في مستشفى الملك فيصل التخصصي.
إنّ الهدف أن أتذكر دون غفلة أو نسيان ما يتعلّق بالتقى ومخافة الله، أعلمُ انّ حياتي مثل كلّ حياة، تلك التي يحيط بها مشاعر واهتمامات، وأعلمُ أنّ الحياة من حولي تضج بالمشاكل والجهود التي توفق أحياناً وقد لا توفق، وهذا من معاني الخلافة وعمار الأرض.
والحياة الفعلية التي يسير بها الوسط في توجه إلى اليقين على أمل أن يرضي الله، ومن الملاحظ أن لا يجتمع وسط وصفات أخرى كالغرور أو السخرية من الآخرين وأقدارهم مثلا.
وفي القرآن قولٌ للحق سبحانه يوجه الإنسان، ويأخذ بناصيته إلى الخير والأمن والاستقرار، قال المولى عزَّ وجلَّ: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) والله المستعان.