هناك الكثير من المناسبات التاريخية التي تمر على الأوطان العربية وبالذات الخليجية مرور الكرام في ظل التحولات والمتغيرات المتسارعة دون أن يكون هناك تخطيط لاستثمارها لمصلحة أبناء هذه الأوطان، بالرغم من أننا بحاجة لمثل هذه المناسبات في مثل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة، وفي ظل العولمة الإدماجية التي جعلت العالم كالقرية الواحدة ولم تبقِ للشعوب حدوداً جغرافية ولا سياسية ولاعقدية ولا ثقافية ولا ما يميزها عن غيرها، في ظل المخططات التي تنسج لخلق الهوة فيما بين المجتمعات وتحديداً فيما بين (القيادة والشعوب) وللأسف هناك بعض من أبناء الخليج العربي لم يستشعروا خطورة ما يحاك ضدهم عن طريق الفعل التراكمي والتقادم لبنة لبنة، لأن من يخطط ويحيك المؤامرات التي تقوض مشاعر الانتماء لهذه الأوطان يدرك أن طرح الأخطار دفعة واحدة سوف توقض العزائم والهمم للتصدي لها من قبل (القيادةً والشعوب) ولهذا لجأوا إلى حياكتها على شكل جرعات في مختلف المجالات، نظراً لتقصير بعض الجهات المسؤولة عن دراسة مثل تلك الظواهر للتنبؤ بها قبل خروجها ولعلاجها قبل أو بعد قوعها، ولهذا نحن بحاجة إلى التخطيط المدروس لاستثمار المناسبات لشد وتوثيق العرى فيما بين (القيادات وشعوبها) من أجل زيادة أواصر التلاحم والتصدي للمؤامرات التي تحاك ضدنا، ولهذا فإن كاتب المقالة يتمنى من الجميع وخصوصاً القائمين على الوسائل الإعلامية في تلك الدول بأن لا تكون القرارات التاريخية التي أتخذت في دول الخليج كالقرارات التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فيما يخص الشأن الداخلي أو الخارجي كغيرها من القرارات التي تسطر فيها المقالات والمقابلات وتعلق فيها اللافتات والصور على الطرقات والمباني فقط، دون أن نخطط لاستثمارها بطريقة إستراتيجية لتوثيق العلاقة ولزيادة أواصر التلاحم فيما بين (القيادة والشعوب) وذلك من خلال التخطيط المبني على الدراسات المتعمقة ليتم عن طريقها كيفية التعاطي مع هذه القرارات لتكون هذه التغييرات مناسبة وملحمة يسطرها التاريخ للأجيال فيما بين (القيادة والشعوب) ولتكون بداية الانطلاقة الحضارية للقضاء على كل ما يخلق (الهوة) فيما بين المجتمع بكل مكوناته وأطيافه، ليكون عرساً وطنياً جامعاً وأسطورياً تخلده السير والتاريخ، فيما لو تم استثمارها بالشكل الصحيح، لأن مثل هذه القرارات أو المناسبات تسهم في تنمية حب الأوطان والاعتزاز بها والانتماء إليها والدفاع عنها والحفاظ على ثرواتها، في ظل التكتلات القومية التي تسعى الدول المتقدمة لنظمها فيما بينها لإدراكها بأهمية التلاحم فيما بين الحكومات وشعوبها لحفظ مصالحها، ونحن ولله الحمد والمنة في الخليج العربي لدينا ما يجمعنا ولكننا بحاجة إلى تحريك مثل هذه المرتكزات لتكون حاضرة في فكر وعقول أبناء الخليج في الحاضر والمستقبل، لأن التلاحم من الأهداف الإستراتيجية التي تسعى القيادات في الخليج العربي لتحقيقها وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله من كل مكروه وهذا أقل ما يقدم من الوفاء في حق ذلك الرجل من أبناء الخليج عامةً وأبناء المملكة بصفة خاصةً لكي نجسد في نهاية المطاف مقولة (رجل في أمة وأمة في رجل).
عبداللطيف بن محمد الحميدان
a.latif.m.h@hotmail.com