مضى على صدور الأوامر الملكية الخيرة عدة أيام، والناس في فرحة وغبطة عظيمتين وفي اليوم الرابع بعد صدور الأوامر الملكية، التي ابتهج بها الجميع، وأيم الله إنها فرحة عمت الوطن ولقد شعرت بالغبطة أكثر عندما لاحظت ردود الأفعال الإيجابية تجاهها وما أتحفني به بعض الزملاء والأصدقاء والمعارف بل ومن الطلاب الذين سبق وأن سعدت بتدريسهم مقررات الدراسات العليا، كل هؤلاء أسعدوني برسائلهم التي سأذكر نماذج منهامما لا يزال على هاتفي المحمول. وفي اليوم الرابع شاء ربي أن أذهب في رحلة بالسيارة من الرياض الى الرحاب المقدسة مرافقا زوجتي مع ابنتنا الجديدة (منيرة). بلادنا التي حباها الله بالرحابة في رقعتها الجغرافية ومن الله عليها بولاة أمر محبين لوطنهم ومواطنيهم، كما حباها الله بشعب طيب معطاء، وفي تجاه من يقدم له الوفاء. عبر ذلكم الطريق الممتد الطويل الذي يمر بمراكز عمرانية بمختلف الأحجام، منتظمة في منظومة حضرية وريفية مترامية الأطراف. هذا الطريق الذي تسلكه المركبات بأحجام وأوزان وأنواع متعددة، بقدر البهجة والغبطة، كدر خاطري ذلكم الطريق، على الرغم من فرحتي الغامرة بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبعد عطاءات الخير، نعم أقول وبصراحة أن ذلك الطريق العملاق، الرابط بين العاصمتين السياسية والدينية يحزن وضعه، ولقد أطلقها خادم الحرمين أنه بقدر مانبدي مشاعرنا بالغبطة والمحبة لامانع من إبداء مشاعرنا تجاه وضع مرافق الوطن. من هنا أقول لوزير النقل الفاضل: متى قمت برحلة بالسيارة من الرياض الى مكة المكرمة، أو العكس، في الآونة الأخيرة؟، لترى حالة هذا الطريق التي لاتعكس ما يحث عليه ولي الأمر، من جودة المنتج ومتابعة المسئول، كل فيما يخصه، متابعة ميدانية. نعم هنالك المشاغل والاجتماعات والرحلات، الداخلية والخارجية، ولكن ذلكم الطريق يصرخ وينادي: زورونا ولو في السنة مرة، لتروا حالتي المتردية، المؤثرة على المواطن المستخدم لي. ولي الأمر- حفظه الله- يقول على قدر أهل العزم تأتي العزائم. بلادنا غنية بولاة أمر خيرين وبشعب وفي وبموارد غزيرة، فلماذا لا يعكس الطريق هذه المزايا؟وهذه الموارد؟ وهذه النعم؟ لا نريد مبررات، لعلمنا بإمكانية منتج أفضل بكثير من هذا، لقد لاحظت أعمال الصيانة على الطريق فوجدتها متواضعة جدا ولا ترقى الى المستوى المطلوب ولا تصل لطموحات وتطلعات مواطنيه، أما المرافق الخدمية على طول الطريق، من محطات وقود ومطاعم ومساجد وما يتبعها من مرافق، كلها دون المستوى وكأننا في بلد شحيح الموارد والإمكانات.
أما الرسائل التي تلقيتها عبر الجوال تسطر فرحة الوطن وتعكس غبطته بعودة مليكه معافى وبما أصدره من أوامر ملكية، فهاكم نماذج منها: «تعتصم الشعوب تبحث عن حقوقها ... بلا نوم... ولا راحة... ونحن تأتينا كل هذه ونحن في بيوتنا آمنون... مرتاحون... أي نعمة هذه اللهم الحمد والشكر... الله لا يغير علينا.. وأدم علينا نعمة الأمن والأمان. فالواجب علينا السجود والشكر، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات،» وأخرى: «إن أكبر النعم التي يهبها الله أي بلد أن يولي عليها خيارها ويكفيها شر شرارها ... فحق علينا أن نحمد الله على ذلك في كل حركاتنا وسكناتنا.» وثالثة: «اللهم احفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز وأمده بالصحة والعافية والسعادة واجعله من أهل الجنة يا أرحم الراحمين.» ورابعة: «الحمدلله الذي وفق خادم الحرمين لهذه القرارات الصائبة جعلها الله نفعا للأمة والوطن وزاد بلادنا ترابطا ولحمة ودحر أعداء العقيدة والملة والوطن.»