نص التقرير الذي عرضته السيدة رئيسة الوزراء البريطانية على: (أعلنت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر في ندوة تلفزيونية بداية عام1990 أن عدد الرجال والنساء المرتبطين بعلاقة غير شرعية تضاعف من عام 1979 حتى عام 1987 ثلاث مرات، وكانت حصيلته 400 ألف طفل غير شرعي).
وقالت تاتشر مُعلِّقة: (المرأة هي الخاسرة، وهي التي تحمل العبء الثقيل) ا.هـ نقلاً عن كتاب نحو ثقافة إسلامية أصيلة د. عمر الأشقر ط 12. هي التي قالت وسردت المعلومة بقناعة تامة وحرية شخصية لتظهر للعالم ولبلدها بخاصة أثر اختلاط الجنسين واندماجهما في سائر الحياة عامة، وأشارت أيضاً إلى أن ما هو قادم عند استمرار الوضع الحالي سيكون أشد كارثة ووباء، هذه الحرية المطلقة غير المحددة بسقف أو حاجز والهادفة لإشباع الرغبات العاجلة الآثمة، نتج عنها آلاف الصغار اللقطاء الحيارى في المجتمعات الغربية الذين سيتحولون بعد حين إلى مجرمين وفسقة وناقمين على تلك البلدة التي نشأوا فيها واستيقظوا في محاضنها إن هي لمّتهم وشملتهم، ولِمَ لا؟ طفل ينشأ من غير أب يربيه ولا أم تحن وتعطف عليه، ما هو شعوره وإحساسه؟ من الذي سيجيبه عندما يسأل أين أبي.. أين أمي.. أين أخي.. أين عمي.. أين أختي؟ لا أحد سيجيبه. سيأسره لا محالة ألم النقص والحرمان والدونية حتى وإن روعي في بعض المتطلبات القانونية كأي تعليم أو صحة أو تدريب أو توظيف سيبقى لديه تساؤل يحيره ويشغل عقله وباله من أين أتيت.. ومن أنا.. وأين أسرتي؟ لذا الأم في الغرب التي اقترفت هذا الجرم البشري الذي طال أذاه أطفال أبرياء هي في تأنيب ضمير مستمر ودائم لما قامت به من تعدٍ على الإنسانية التي تنادى بها الغربيون قولاً وتجاهلوها عملاً وممارسة (حقوق الإنسان) يأكل الندم جميع جسدها الفطري الذي فُطرت عليه الأنثى من حنان وعطف وود ورعاية واهتمام، حين ترى نفسها وقد تحولت مجرمة تبحث في خفافيش الظلام عن سلة ترمي فيها الطفل أو طريق تضعه فيه أو مشفى تسلمهم إياه، مجتمع يعيش في وسطه وعلى جنبات محيطه هذا العدد في ذلك الحين من اللقطاء التائهين كيف ستكون نسبة الجريمة به؟ بكل تأكيد ستتزايد يوماً بعد يوم، بل لحظة بعد لحظة أتدرون لماذا أيها الأحبة؟ إنه بسبب القوانين الوضعية التي هدمت وهدّت مجتمعاتهم وأذلّت شعوبهم وحيرت شبابهم وشيبهم وأهانت نساءهم قال تعالى: ?وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا? (82) سورة النساء.
التحليل وعلاقته بالإسلام
الإسلام دين كامل حنيف قد كمل وتم ولهذا ربطه بعنوان المقال سيكون لإيضاح محاسنه التي لا تخفى على عاقل ولبيب، فكل ما وقعوا فيه من انهيار للأخلاق وتساقط للقيم والمبادئ كان ناشئاً عن المناداة والصيحات العمياء للمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والفرص وبيئات العمل حتى جعلوا الفطر سواسية مع أن الله تعالى قال: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} (36) سورة آل عمران، في كل شيء في التحمل والكفاح والبنية الجسدية والتقسيمات العضلية والقدرة على القتال والرمي والقفز والركض والمصارعة فكيف تجعل المرأة ضابطاً في الجيش أو جندياً في كتيبة وتتحمل التكاليف العظمى القاسية وهي بطبيعتها ناعمة وطرية وعذبة، بالتأكيد ستُستغل وتُستعمل في غير ما جاءت له من وطء وتسلية ولهو، أما الإسلام فقد جعل لها ما تقوم به مع ما يناسب فطرتها وقوتها من بيع وشراء في حدود وإطار الشريعة الكاملة التي تحمي لها حشمتها وكرامتها، وأباح لها حق التعليم والتعلُّم وقد كلفها بما كلف به الرجل من مهام كالصيام والصلاة والحج والزكاة وأقر شهادتها وقَبِلها بشروط وضوابط، وجعل لها ثواباً كما للرجل ثواب، ولكن كل ذلك في إطار وشكل مناسب لها ولفطرتها. لهذا نقول ما قال الله تعالى: ?لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ? (111) سورة يوسف، والعبرة هنا: هي أخذ الدرس من الأمم السابقة والتعلم من أخطائهم التي باتت تؤرق عقلاءهم وحكماءهم وقادتهم، فالتعليم هناك في أمريكا بعد تجربة الاختلاط بحجة إماتة الشهوة بين الجنسين كان هدفاً يرمون لتحقيقه، فأصبح بعكس ما خطط له فكثر الزنا والعلاقات التي تنتهي بتردي مستوى الدارسين وانخفاض معدلاتهم الدراسية وتدني وانحدار حرصهم على البحث والتجاوب مع المهام والبحوث بعلة انهماكهم في الرذائل والقذائر الأخلاقية. كل من يجهل عاقبة المناداة بالمساواة المحضة بين الجنسين في بلاد المسلمين وإتاحة الفرص الوظيفية للمرأة كالرجل هو بعيد كل البعد عن عاقبة آثارها على فكر النشء وسلوكهم وأخلاقهم وعقيدتهم، ويريدون أن نصبح وهم لا يشعرون كما قال تعالى: ?يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ? (2) سورة الحشر، نعم لإعداد المرأة في محاضن التربية والدعوة والأدوار التطوعية والبيع والشراء المنضبط بضوابط الشريعة الغراء الراسخة التي أسست لنا قوانين أبدية في المعاملات والعبادات تحفظ للفرد قيمته ومنزلته ومكانته.