اللاعب الموهوب والخلوق محمد الشلهوب ضرب مثلاً طيباً لشبابنا، وما ينبغي أن يكون عليه، فهو من اللاعبين الجيدين المحافظين على أدائهم الرفيع، وهذا بعد توفيق الله، لمن لا يعلم عنه شيئاً أن اللاعب لا يدخن، ولا يسافر للخارج إلا في المشاركات مع ناديه والمنتخب، ومحافظ على الصلوات، ويتمتع بخلق رفيع داخل الملعب وخارجه، ولنقل «منضبط».
الصينيون هم الآخرون الانضباط والعزيمة جعلتهم يسيطرون على أسواق الدول الأوروبية والأمريكية، وقبل هذا بقية القارات، وهم شعب «منضبط». لكن هناك مفارقة عجيبة أخرى، وتوافق بين الصينيين ومحمد الشلهوب، ليست في الانضباط، ولا في حجم البنية الجسمانية بين الشلهوب والصينيين، ولكنها أكبر من ذلك، فقد اتجه القادة الصينيون في إحدى مقاطعات الصين الشمالية إلى اتباع سياسة جديدة تقوم على البر بالآباء، وربط ترقية الموظفين ببر الوالدين، وذكرت صحيفة الغارديان أن (11) مسؤولاً خسروا بالفعل فرصتهم في التدرج إلى الرتب الأعلى، لأنهم لم يبروا آباءهم، وأن التفاني في أداء الواجب لا يعد عذراً لإهمال كبار السن، أو تعليم الأبناء، ويستقي الصينيون هذه الآداب -كما يقولون- من تعاليم «كونفوشيوس» بأن البر بالآباء الكبار يفوق الفضائل الأخرى، وأن الذين لا يهتمون بآبائهم لا يمكن ائتمانهم على شئون الجمهور، فهؤلاء ناجحون في الدنيا بخلاف الآخرة، وهم إنسانيون من هذه الجهة، ولكن فاتتهم تعاليم المنهج الرباني!
أما اللاعب الموهوب محمد الشلهوب، فهو -بالإضافة إلى إنسانيته التي تجعله ناجحاً في هذه الدنيا- بار بوالديه من هذا المنطلق، كذلك بار بوالديه ليحوز الدرجات العالية في الآخرة، لأن برّ الوالدين من رضى الله تعالى، وهذا هدف أسمى، ومطلب أعلى، فهو سائر على منهج إسلامي يتفق مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها؛ فبرَّ والديه من منطلق تعاليم الإسلام، لذا قام بعمل خيري براً بوالديه -رحمة الله عليهم وعلى أموات المسلمين-، حين طبع مجموعة من الكتب لأحد المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات على نفقته الخاصة، محتسباً الأجر فيها عندالله لوالديه، وهو يستقي ذلك من هدي الشريعة الإسلامية، ومما جاء في كتاب الله الكريم، وفي سنة المصطفي -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}.. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: عمل صالح، أو صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له».
ولا وجه للمقارنة، ففي ديننا الإسلامي، وتعاليمه، وسماحته، ما يغنينا عن الأخذ مما لدى الآخرين، ولكنني أردت أن أنبه بعض الغافلين، وبعض الشباب الذين جعلوا قدوتهم بعض النجوم من الشرق والغرب، وقلدوهم حتى في ملابسهم، وسلوكهم، ونسوا أقرب الناس لهم والديهم، فتجد أن الأم والأب لا تُلَبَّى مطالبُهما في وقت معين، لأن الابن ينتظر مباراة في كرة القدم، أو يتابع برنامجاً عبر القناة الفضائية لنجمه المفضل، أو مشغول بصحبة أصدقائه.. وهكذا.. أقول لهؤلاء الشباب: إن ما فعله محمد الشلهوب هو ما يجب أن يكون عليه شبابنا من سلوك وأخلاق نبيلة نستمدها من ديننا الإسلامي الحنيف.
alomari 1420 @ yahoo. com