منذ افتتاح مجمع الملك فهد للمصحف الشريف عام 1405هـ كان ولا يزال مصدر إشعاع للعالم الإسلامي بالعناية بالقرآن الكريم حفظاً وطباعةً وتوزيعاً على المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة، وينظر المسلمون إلى المجمع على أنه من أبرز الصور المشرقة والمشرفة الدالة على تمسك المملكة العربية السعودية بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم اعتقاداً ومنهاجاً وقولاً وتطبيقاً.
وهذا الأمر ليس مستغرباً على المملكة العربية السعودية التي قامت بإعلاء كلمة التوحيد، ورفعت رايته خفاقة عالية، وعرفت بنبل مقاصدها، وعلو همتها، وسمو أهدافها، وحرصها على كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين، وذلك منذ عهد مؤسسها المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
وكما كان من أهداف مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف طباعة القرآن الكريم بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي, وتسجيل تلاوة القرآن الكريم بالقراءات المختلفة، وترجمة معاني القرآن الكريم وتفسيره, والعناية بعلوم القرآن الكريم والعناية بالسنة والسيرة النبوية, والعناية بالبحوث والدراسات الإسلامية, والوفاء باحتياجات المسلمين في داخل المملكة وخارجها من إصدارات المجمع المختلفة, ونشر إصدارات المجمع على الشبكات العالمية.
فقد عني المجمع بإقامة المؤتمرات والندوات العلمية، بل وكان له دور بارز ومهم في المشاركة في مختلف المناسبات المحلية والخارجية، وكان من ذلك تنظيمه لعدة مؤتمرات وندوات كان منها: ندوة (عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه) عام 1421هـ، وندوة: (ترجمة معاني القرآن الكريم تقويم للماضي، وتخطيط للمستقبل) عام 1423هـ، وندوة: (عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية) عام 1425هـ، وندوة: (القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية) عام 1427هـ، وندوة: (القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة) 1430هـ.
والمجمع يستعد في الفترة الحالية لإقامة ملتقى عالمي على مستوى العالم الإسلامي والعربي، وهو ملتقى «مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم» الذي ينظمه «المجمع في المدينة المنورة، خلال الفترة من الـ 22 إلى الـ 28-5-1432هـ، بمشاركة 280 خطاطاً وخطاطة، ممن تشرفوا بكتابة المصحف الشريف ومن المهتمين بعلم الرسم العثماني، وقضايا الخط العربي وزخرفته.
ولا شك أن تنظيم مثل هذه البرامج العلمية تأتي متسقة مع الرسالة العظيمة التي يقوم بها المجمع منذ بدء إنتاجه عام 1405هـ، والمتمثلة في طباعة ونشر كتاب الله، وإيصاله إلى جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
ولم يكن لمجمع الملك فهد للمصحف الشريف هذه الجهود الجبارة والثمرات اليانعة من تكامل الخطط والمرئيات وتناسق الأهداف والإنجازات إلا من جهود المخلصين العاملين في هذا المجمع الرائد وهم ولا شك نخبة منتقاة معنيون بكتاب الله ورعايته، وعلى رأسهم الأمين العام لمجمع الملك فهد للمصحف الشريف الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي الذي لولا توفيق الله عز وجل وجهود هذا الرجل المبارك وإخوانه العاملين في المجمع لما كانت هذه الجهود والأعمال والإنجازات.
ولا أنسى أن أثمّن اختيار مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف على شخصية العام الإسلامية لسنة 1431هـ والذي تنظمه جائزة دبي للقرآن الكريم، ولا شك أن اختيار المجمع جاء بسبب دوره الرائد في خدمة كتاب الله العزيز طباعة ونشراً وترجمة إلى مختلف لغات العالم، وكذلك خدمة السنة والسيرة النبوية العطرة.
* جامعة الملك فيصل بالاحساء