فاصلة:

(عواقب الغضب أشد خطورة من أسبابه)

- حكمة يونانية -

أتساءل دوماً لماذا يشتكي معظم طلاب بريطانيا من تعامل بعض الموظفين والمشرفين الذي يشعر الطالب بأنه هو الموظف.

مع أن العلاقة يجب أن تكون لصالح الطالب الذي أوجدت الملحقية لخدمته ومساعدته في تسهيل أمور دراسته؟

السؤال كبير جداً وحكايا الطلاب كثيرة جداً بعضها حقيقي وبعضها مبالغ فيه لذلك أتساءل عن هذه الصورة الذهنية لموظفي الملحقية.

على سبيل المثال التخبط الذي حصل في مكافآت هذا الشهر بعد الأوامر الملكية بصرف راتب شهرين، البعض أودع في حسابه البنكي الزيادة ثم سحبت منه والبعض الآخر أودعت المكافأة الشهرية مع الزيادة والبعض لم يودع شيء في حسابه البنكي.

هنا يأتي دور تعامل الموظف مع الطالب وتفهم احتياجاته الحياتية وشرح أسباب ما يجري دون استهتار.

كل جهاز إداري يخطئ فالخطأ وارد لأننا بشر ولكن الإدارة الناجحة هي التي يعرف موظفوها كيفية معالجة الأخطاء ووضع العميل في المرتبة الأولى من الأهمية.

لذلك بودي أن أجري استفتاء لموظفي الملحقية يتكون من سؤال فقط من هو رقم واحد الذي له الأهمية في تقديم الخدمات؟

هذا برأيي سؤال مهم لأن من خلاله نستطيع أن نفهم كيف يتعامل بعض موظفي الملحقية مع الطلاب وكأنهم من أهدى لهم البعثة وما يتعلق بها من امتيازات.

الطلاب في المدارس الابتدائية ينشدون النشيد الوطني ليتعلموا أن الوطن له الأولوية.

لذلك أقترح أن تكتب في أروقة الملحقية شعارات يقرأها كل موظف بأن المبتعث له الأولوية حتى وإن لم يقتنع بها بعض الموظفين فتكرارها يجعلها على الأقل تثبت في العقل الباطن لديهم وفي يوم ما سيدركون أن المبتعث هو في أحوج ما يكون إلى الدعم والمساندة وأنهم وجدوا لمساعدته وليس للتفنن في تعسير أموره.

ستسألون وهل المبتعثون منزهون عن الإهمال أو السلبية وأقول: لا نحن بشر ولسنا ملائكة لكننا كطلاب نتعلم ومن حقنا أن نجد التوجيه الصحيح بأسلوب حضاري.

أكتب ذلك ويعلم الله أن مشرفي في الملحقية في تعامله حضاري لكن مما تضج به حياة المبتعثين بتفاصيلها ومما أشاهده بأم عيني خلال زيارتي للملحقية ومما يرسل لي من رسائل عبر البريد الإلكتروني، ومما أواجهه كأي مبتعث.

ولذلك نحن بانتظار أن تطلعنا الملحقية على نتائج الاستبيان الذي اهتمت مشكورة بدعوة المبتعثين والمبتعثات إلى تعبئته توجهاً منها كما يبدو بمعرفة إيجابيات أدائها للعمل وسلبياته!!

والله من وراء القصد