|
الجزيرة - ياسر الجلاجل - هبة اليوسف
أكد مدير عام المركز الوطني للزلازل والبراكين بهيئة المساحة الجيولوجية المهندس هاني زهران أنه من المعروف علمياً أن الزلازل تحدث في أماكن محددة ومعروفة، وهي ما تسمى بالأحزمة الزلزالية، كما أنه يمكن توقع قوتها من خلال الدراسات الإحصائية ودراسات تقييم المخاطر الزلزالية، ويمكن توقع الفترة الذمنية لحدوثها بشكل تقريبي، ومن الممكن أن تحدث وقد لا تحدث، وهي تعتبر عملية توقع ليس أكثر.
وأكد زهران ل»الجزيرة» أن منطقة الشام من المناطق النشطة زلزالياً، وقد حدثت بها زلازل كبيرة فعلا، وأثرت على كثير من المدن في الشام والدول المجاورة لها، حيث يمتد الأخدود الأفريقي العظيم إلى الشمال ماراً بفلسطين وسوريا وتركيا، وكما هو معروف، فإن منطقة خليج العقبة قد تعرضت إلى زلزال قوي في 22-11-1995م بلغت قوته «7» درجات على مقياس رختر، وقد أثر على الدول المطلة على خليج العقبة ومنها السعودية ومصر والأردن وفلسطين، وقد تسبب في حدوث أضرار ببعض المدن في شمال غرب المملكة، لذا فليس من المستغرب حدوث زلازل كبيرة بالمنطقة، ولكن من الصعب تحديد وقتها.
وشدد المهندس زهران أن هناك عدة عوامل تحدد مدى تضرر مفاعل ديمونة الإسرائيلي، وهي قوة الزلزال وعمقه وبعده عن مفاعل ديمونة، كما تدخل الاعتبارات الهندسية بشكل كبير في هذا الخصوص، وهل تم بناء المفاعل آخذين في الاعتبار معايير البناء المتعارف عليها وخاصة عند إنشاء المفاعلات النووية، حيث يتم وضع معايير خاصة متعارف عليها دولياً عند إنشاء المفاعلات النووية تختلف تماما عنها في حالة المنشآت العامة، ولا يتم الموافقة على إنشاء المفاعلات النووية إلا إذا كانت تحقق هذه المعايير، وبالتالي، فليس لدينا أي معلومات عن حقيقة الموقف بالنسبة لهذا المفاعل، وهل تم وضع ذلك في الاعتبار عند إنشاء هذا المفاعل من عدمه؟!.
وأشار زهران إلى ما شهدته اليابان من دمار شامل بسبب الزلزال الأخير الذي ضربها وصاحبته ظاهرة الأمواج البحرية العاتية، وتدميرها لمفاعل فيكوشيما الياباني، وما نتج عنه من آثار نتيجة تسرب الإشعاعات إلى المدن المجاورة له، مع ضرورة القول: إن اليابان من الدول المتقدمة في هذا المجال، وخاصة في مجال تقييم المخاطر الزلزالية لما تشهده من زلازل متكررة ومدمرة كثيرة، وتضع معايير كود البناء الخاص بها عند إقامة المنشآت العامة وكذلك المفاعلات النووية.
من جهة ثانية، أوضح أستاذ قسم الجيولوجيا بالجامعة الأردنية الدكتور نجيب أبو كركي والمتخصص في علم الزلازل أن التوقع بالزلازل في الماضي والوقت الحاضر هي مسألة علمية لم تحل بعد، وأن ما ينشر في الصحف والإعلام بشكل دوري في توقعات الزلازل هي توقعات مرتبكة وغير مدروسة، وأن أهدافه ليس التوعية في هذا المجال وإنما الإرباك، وأن ما أشيع بحدوث زلزال في بلاد الشام ما هي إلى إشاعة تحصل بشكل دوري.
وأشار الدكتور أبو كركي أنه في حالة حدوث زلزالا -لا قدر الله- في بلاد الشام وهو شيء مستبعد بقوة «7» درجات من مقياس رختر قد يكون هناك تأثر على المنطقة الشمالية للمملكة بشكل محدود جدا ولا تتعدى منطقة تبوك وسيكون تأثيره بسيط جدا بشكل لا يدعوا للقلق، وشدد أن هناك زلازل حصلت من هذا النوع سابقاً وبالتحديد في تاريخ 18- 3-1860م حدثت بعض التأثيرات البسيط جدا لمنطقة تبوك.
وشدد أبو كركي عن مدى تأثير مفاعل ديمونة الإسرائيلي النووي أنه يعتمد بشكل كبير على موقع الزلازل وقوته وقربه من المفاعل النووي ومدى قوة تحمل هذا المفاعل النووي للزلازل، وهل هو مصمم كي يقاوم هذا النوع من الزلازل، مشيرا بأن مفاعل ديمونه الإسرائيلي إذا كان متهالكا وغير صامد لزلزال بدرجة سبعه ريختر قد يشكل خطرا كبيرا على المنطقة.
وقال: إن من الخطأ أن يطرح الإعلام مثل هذا المواضيع التي ستحرج الحكومات والشعوب خصوصا أنه ليس هناك شيء يستند عليه علماً في توقع الزلازل؛ سواء موعدها أو أماكنها، وأكد أنه لم يخرج أي شيء علمي يبرر، ونعتقد أن هناك زلزالا قادما ولا يمكن الجزم بذلك.
من جانبه، نفى أستاذ علوم البيئة بكلية علم البحار بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور علي عشقي إمكانية حدوث زلازل عنيفة في منطقة الجزيرة العربية وإيران، والتي قد تتعدى قوتها 8 ريختر مبينا أن المنطقة الوحيدة التي تضربها زلازل بهذه القوة هي منطقة الحلقة النارية وهي المنطقة الممتدة من أمريكا الجنوبية إلي ساحل أمريكا الشمالية وتضم أيضا اليابان وآسيا الوسطى، وهذه الزلازل ناتجة عن تصادم صفيح المحيط الهادي مع القارة مما يؤدي لنشاط زلزالي يؤدي بالتالي لحدوث زلازل عنيفة تُخلف كوارث ودمارا هائلا، ويمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى براكين وموجات تسو نامي؛ مشيرا إلى أن منطقة تلاقي الصفيحة العربية والصفيحة الإيرانية هي منطقة زلازل بالفعل لكنها لن تكون زلازل عنيفة أو مدمرة، كما هو الحال في زلازل منطقة الحلقة النارية.
وبين في تصريح خاص ل(الجزيرة) أن الخطر الأكبر الذي يهدد الجزيرة العربية يكمن في الزلزال العنيف الذي سيضرب شرق البحر المتوسط وبلاد الشام بقوة 7 ريختر ومنها (فلسطين وسوريا ولبنان والأردن) مؤثراً على مناطق شمال المملكة، وحذر عشقي من الخطر القائم في حال وقوع الزلزال وهو مفاعل ديمونة الواقع في صحراء النقب في إسرائيل مؤكدا أن هذا المفاعل المتهالك والذي حدثت فيه تصدعات سابقا لن يصمد أمام زلزال بقوة 7 أو حتى 6 ريختر مسببا بالتالي كارثة إشعاعية على جميع الدول المجاورة مشيراً إلى أهمية اتجاه الرياح فباتجاهها أثناء الزلزال شمالا كما هي العادة سيصل للمملكة الإشعاع النووي دون أدني شك في ذلك وخصوصا المناطق الشمالية منها، وبين العشقي أن الزلزال الذي سيضرب بلاد الشام قد يؤدي لموجة تسونا مي في البحر الأبيض المتوسط.