الأمن والهدوء والطمأنينة الذي تعيشه مملكة البحرين حالياً قياساً بوضعها قبل عدة أسابيع يؤكد حكمة قرار تدخل قوات درع الجزيرة، وانه قرار صائب وتاريخي حفظ لدولة خليجية أمنها واستقرارها وسيادتها، القرار قوبل بكثير من الصراخ من الذين آلمهم هذا التدخل لأنه فوت عليهم فرصة تنفيذ أجندة طائفية .
تم التخطيط لها من أعداء البحرين وشعبها وسيادتها. بل لقد عارض القرار آخرون من الذين لا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم ممن لم يفهموا طبيعة الخطر الذي يتهدد هذه الدولة الخليجية العربية من مخطط إيراني لم يكن موجها ضد البحرين فقط، فها هي الكويت تصدر محكمة الجنايات فيها قبل أيام بإعدام 3 متهمين في شبكة التجسس الإيرانية التي ضبطت في الكويت منتصف العام الماضي، فالخطر الإيراني لن يستثني أحداً وستكشف الأيام مزيداً من المؤامرات التي على دول المنطقة الحذر منها وعدم الاطمئنان إلى أي هدوء فالهدوء لا يعني أن ليس هناك عاصفة! ولعل أهم النتائج التي حققها تدخل درع الجزيرة هو ما يمكن قراءته في التصريح الذي نشر في كثير من الصحف لزعيم المعارضة الشيعية البحرينية الذي طالب فيه إيران بعدم التدخل في الشأن البحريني!! ومثل هذا التصريح الذي ربما حرص فيه صاحبه أن يدفع عنه ومن معه تهمة الدعم الإيراني لهم ولحركتهم غير السليمة! وجاء لذر الرماد في العيون كما يقولون!! لم نكن نسمعه منه ولا من غيره عندما كانت الأبواق الإيرانية تدعمهم إعلاميا وتجند الساحة الدينية لشعللة الوضع وتصف تدخل درع الجزيرة بالاحتلال!
ولم نكن نسمعه منه عندما كانوا يحتلون الدوار وتظهر صورهم وتصريحاتهم الطائفية في القنوات الفضائية التي تعلن الرفض التام للحوار لدرجة أن وصل بهم الأمر إلى اختطاف العسكريين البحرينيين وتعذيبهم كما بث ذلك التلفزيون البحريني! مثل هذا التصريح يعني أن المعارضة بعد تدخل قوات درع الجزيرة تيقنت أن استعراض القوة والاستعانة بالأجنبي لن يكون هو الحل! وان البحرين ليست وحدها، بل معهما كل الدول الخليجية، لذلك فنحن الآن نشاهد هذا التحول في المواقف وتلك الليونة بعد ذلك التشدد وارتفاع الأصوات الطائفية، وان تلك المطالبات التي كانت بمثابة انقلاب حقيقي مدعوم من الخارج لم تكن مجدية، وبعد هذه التجربة وهذا التدخل الموفق يمكن القول إن درع الجزيرة أثبت أنه صمام الأمان لدول الخليج وان دعمه وتطوير قدراته بعد هذه التجربة أصبح قرارا استراتيجياً مهماً لحماية أمن دول الخليج وشعوبها.