|
صنعاء - عبدالمنعم الجابري - وكالات
تعهد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يواجه حركة احتجاجية تطالب باسقاط نظامه، بالتضحية «بالغالي والنفيس من أجل الشعب» وذلك في كلمة مقتضبة ألقاها أمام حشود ضخمة من مؤيديه في صنعاء الجمعة. وقال صالح في ميدان السبعين القريب من القصر الرئاسي «أتعهد لكم أنني سأفدي هذا الشعب بالروح وبالدم». وأضاف «ساضحي بالدم والغالي والنفيس من أجل جماهير شعبنا اليمني العظيم». وتوجه الرئيس اليمني بالشكر إلى مؤيديه الذين احتشدوا في ميدان السبعين وفي ساحة التحرير وسط صنعاء. وقال «لن أرد على أحد، ولكن الشكر والتقدير للأبناء الشباب والشابات ولكل جماهير شعبنا». إلا أنه تمنى على المعارضين له أن «يكون خطابهم حصيفاً ومسؤولاً يخاطبون به الجماهير دون أن يتلفظوا بألفاظ غير مسؤولة».
ويواجه صالح منذ نهاية كانون الثاني/يناير حركة احتجاجية تطالب بتنحيه عن الحكم انضم إليها عشرات الضباط والمسؤولين السياسيين والدبلوماسيين. وتحدث صالح أمس فيما كان آلاف المحتجين يواصلون اعتصامهم المستمر منذ 21 شباط/فبراير في ساحة قريبة أمام جامعة صنعاء أطلقوا عليها اسم «ساحة التغيير». وكان يفترض أن ينظم المناوئون للرئيس اليمني الجمعة «يوم الزحف»، في إشارة إلى إمكانية تقدمهم نحو القصر الرئاسي، إلا انهم تخلوا عن هذه الخطوة وفضلوا التوسع في اعتصامهم نحو أماكن محيطة بجامعة صنعاء.
واحتشد عشرات آلاف اليمنيين في صنعاء حيث شاركوا في صلاة الجمعة ضمن تجمعين منفصلين للمعارضين والمؤدين للرئيس علي عبدالله صالح، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة. وبدأ التوتر واضحاً في شوارع صنعاء التي انقسمت إلى منطقتين، منطقة شمالية تجمع فيها المطالبون برحيل صالح، وأخرى جنوبية تمسك المحتشدون فيها بالرئيس الذي يحكم البلاد منذ 32 عاماً. وفي مؤازاة ذلك تضاعفت حواجز الجيش والقوات الأمنية الأخرى عند مداخل الساحات المؤدية إلى التظاهرات، واتخذت إجراءات أمنية غير مسبوقة بدت معها شوارع العاصمة المحيطة بالتظاهرات مغلقة بالكامل. وعند مداخل «ساحة التغيير» أمام جامعة صنعاء حيث يعتصم الآلاف منذ 21 شباط/فبراير للمطالبة بإسقاط النظام، نصبت وحدات الجيش التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر المنضم إلى المحتجين، حواجز لتفتيش الداخلين. وعلى بعد حوالي ثلاثة كيلومترات أقامت الشرطة من جهتها حواجز عند مداخل تجمع مؤيد للرئيس اليمني في ساحة التحرير وسط العاصمة، وكذلك عند مداخل ساحة السبعين القريبة من القصر الرئاسي.