الجزيرة - الرياض:
نظمت لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض مؤخراً محاضرة للتعرف على أسرار ومبادئ إنشاء وإدارة المطاعم قدمها أحد الشباب ممن اكتسبوا خبرة استثنائية ومعارف موسوعية عن عالم المطاعم المحلية والعالمية في أمسية غنية في محتواها من الأرقام والمعلومات عن أسرار المطاعم قدمها نواف أبا الخيل مدير عام شركة فرسان للأغذية والمنتجات الاستهلاكية، وكشف أبا الخيل أن عام 2010م شهد لأول مرة في تاريخ البشرية تفوق المطاعم على البقالات في نسبة الربحية التي بلغت في السوق الأمريكية بين 60 إلى 70% بينما تصل ربحية البقالة في السوق المحلية بين 15-20%.
ومن أهم الحقائق المتعلقة بسوق المطاعم السعودية ما ذكره أبا الخيل أن تكلفة تناول الوجبة في المطاعم التي كانت تصل إلى 93% أكثر من تكلفة الوجبة المعدة في البيت قد انخفضت الآن إلى نحو 20% فقط من الزيادة عن الوجبة المعدة في البيت السعودي.
وعقد أبا الخيل مقارنة بين سوق المطاعم في أمريكا ومدينة الرياض - ففي أمريكا يوجد مطعم مقابل كل 600 فرد من السكان في حين يوجد بالرياض الآن نحو 6 آلاف مطعم وبنسبة تصل إلى مطعم لكل ألف شخص وقد استنتج من ذلك أن السوق المحلي ما يزال بحاجة إلى إقامة العديد من المطاعم تمثل فرصة استثمارية متاحة أمام الشباب الذي عليه أن يستكمل معارفه وإعداد الدراسات الضرورية الخاصة بأنواع المطاعم المرغوبة وأنواعها وعمالتها وإدارتها وأساليب شراء المدخلات.. الخ.
ومن أنواع المطاعم الأربعة وهي - الفرنشايز، المطاعم الرسمية fine dining، المطاعم غير الرسمية الكاجوال، والمطاعم السريعة - لا ينصح أبا الخيل الشباب بالاتجاه إلى المطاعم الرسمية التي تتطلب تكلفة عالية جداً من الأثاث الراقي والبيئة الداخلية البروتوكولية - وهو نوع لم ينتشر كثيراً في السوق السعودية لأن العملاء لا يميلون إلى اللجوء لمثل هذه التقاليد التي تتطلب خدمة معينة ووقتاً طويلاً يقضيه العميل داخل المطعم وهو يناسب البيئة والثقافة الغربية التي تتطلب تقديم بعض الخدمات التي لا تلائم ثقافتنا وثوابتنا.
وقال: إن المطاعم السريعة sub way قد حققت نجاحاً كبيراً في السعودية لأنها تناسب مزاج الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من رواد المطاعم، لكن إدارة هذا النوع من المطاعم يتطلب مجهوداً كبيراً وضرب بعض الامثل لمثل هذه المطاعم، كما كشف أن هذا النوع من المطاعم السريعة هو الأسرع نمواً في السوق المحلي، كذلك توجد نماذج قليلة من مطاعم الفرنشايز العالمية وما يزال السوق متقبلاً لنسبة كبيرة من هذه المطاعم التي تخضع بطبيعتها إلى آلية إدارية تضعها الشركة المانحة للامتياز وجاهزية إدارية وتدريبية مقابل رسوم الامتياز إلا أنه رأى أن هذا النوع من المطاعم يصلح فقط للجهات التي تتمتع بتأسيس جيد وقدرة مالية أعلى من المطاعم غير الرسمية (الكاجوال) التي تتيح خيارات كثيرة من الأطعمة ولا يضطر أصحابها لدفع رسوم الفرنشايز التي تكون مرتفعة ومكلفة لكن ميزاتها أن المطعم يستقبل زبائن جاهزين منذ اليوم الأول لبدء التشغيل.
واعتبر أبا الخيل أن المجتمع السعودي لا يزال جديداً في ثقافته الغذائية التي قال: إنها محدودة وشحيحة ونصح الشباب الراغب في إقامة مشروع مطعم أن يجتهد للتعلم من أصحاب التجارب السابقة الفاشلة ومن منافسيهم المباشرين وغير المباشرين وانتقد الثقافة الاجتماعية التي لم تكن تشجع الناس للانخراط في هذه المهنة المربحة لكن شباب اليوم عليه أن يتخلص من تلك الثقافة إذا أراد أن يخوض تجربة عملية ناجحة، وقال أبا الخيل: استمعوا إلى أصدقائكم ومعارفكم عن تجاربهم وعاداتهم في ارتياد المطاعم فهم يمثلون أفضل المستشارين لكم ويجب أن تثق في المعلومات والانطباعات والانتقادات التي يدلون بها لأنهم صادقون ولا يجاملون في هذا الأمر بالذات ولأنها تجربة حقيقية قد مر بها شخصياً.
وأضاف: وعليكم أن تبتعدوا عن الفكرة النرجسية وتقوموا بإعداد دراسة الجدوى بجهدكم الذاتي، وإذا تمكنتم من اختيار موقع معين فعليكم أن تعرفوا كل شيء عن هذا الموقع وما يحدث للمحلات المجاورة وأنواع الزبائن الذين يرتادونها ومراقبة كل الأوقات على مدار الساعة وأنواع وشرائح السكان وجنسياتهم والأطعمة التي يفضلونها.. الخ، وبعد ذلك عليهم أن يضعوا الدراسة الخاصة بالإدارة والعمالة ونوع الأطعمة ومدخلاتها وتكلفتها.