حين أصادف خبرا عنه، أهرب بظنوني التي تخدعني بسرابها المستمر أن يكون كل ما اتهم به! إنما هو مجاف للحقيقة. تصيبني نظراته الساهمة في مقتل وهو يسير مصفداً إلى زنزانة تغلق عليه أبوابها الحديدية وقضبانها بديلاً لمعمله أو قاعة دراسته أو حتى بين أرفف المكتبات التي يرتادها مركزاً ليعود إلى بلده مرفوع الرأس، يعود إلى أحضان والدته، يستنشق رائحة الأمومة الدافقة بعد أن غاب عنها جسداً، يعود إلى والده الذي يكظم الغيظ ولا يملك من دنياه إلا الصبر والتحمل، حين أشاهد صورتك أيها الابن العزيز «خالد الدوسري» أرى فيك ملامح كل أبنائنا وبناتنا الذين بكينا لفراقهم وبكينا عند لقياهم، أشاهد هذا الحزن الذي يملأ وجهك وهذه النظرات وطيف ابتسامة ساخرة لهذه المهزلة، وهذا المشهد لدولة تعترف بأنها الدولة العظمى على هذه الأرض، مهزلة هذه الدولة التي اكتشفت بأجهزتها السرية والاستخبارية أن المواطن «خالد الدوسري» يمتلك أسلحة الدمار الشامل، مهدداً هذه الدولة بأساطيلها وقواتها وجيشها في الجو والبحر والبر، هذا المواطن السعودي يزلزل كيان أمريكا بأسلحة الدمار الشامل، هذه الملامح الهادئة المستكينة تبث الرعب في أوصال هذه الترسانة الهائلة التي لا ترتكز في جميع علاقاتها دون النظر إلى الرؤساء الذين يلعبون لعبة الكراسي إلا إلى قيمة المنفعة التي تمثل القيمة الأساسية لدى فكر الحكومة الأمريكية منذ قيامها بل إن أهداف المنفعة هي أساس قيام هذه الدولة التي تتشدق بالحرية والديموقراطية والعدالة والتي لمسناها في العراق والصومال وفلسطين وأفغانستان وضمن فكرة المنفعة الهدف الأول والأخير لهذه الدولة، كل المعلومات التي وصلت عن هذا الشاب السعودي أنه مبتعث من شركة سابك وهي واحدة من أكبر الشركات السعودية التي تحرص على نوعية وفكر الشباب الذين يتم ابتعاثهم من قبلها، ويصدف أن يكون تخصصه في الهندسة الكيميائية وهو الأمر الذي يتيح له منطقاً وعلماً وعرفاً، أن يتعامل مع هذه المواد بشكل وبآخر. أحمد الله سبحانه وتعالى أنه قد أنقذ الرئيس الأسمراني الأمريكاني من إدمان التدخين كما صرحت بذلك زوجته العزيزة إلى قلوبنا ميشيلين، ونحمد الله أن أهداها إلى الزراعة في حديقة البيت الأبيض لأن الزمن غدار وهي لن تتجاوز الثمان سنوات في هذا البيت، وصنعة في اليد أمان من الفقر.
يا سيد البيت الأبيض ابننا خالد الدوسري على وعد بالعودة لبناء وطنه وأنتم قد ابتليتم وطنا بكامله بأسلحة الدمار الشامل ولم تعثروا إلا على الموت الذي خلفتموه، وقمتم بإحياء كل الفتن والأوجاع باسم الحرية والعدالة والديموقراطية، أنا وجميع شعب المملكة العربية السعودية ضد الإرهاب والقتل والإلغاء وأنا أدافع عن خالد الدوسري مثل أي أب يدهش لهذا الاتهام المبالغ فيه إلا إذا كان وراء الأكمة ما وراءها، ولعل السؤال الكبير والكبير جداً أين هذه القوة الضاربة في كافة فنون الاستخبارات والمباحث وما تملكون من قوات ومع ذلك لم تعرفوا عنوان أسامة بن لادن وصاحبه الظواهري، أو أن الظاهر غير الباطن يا سيادة الرئيس الذي يتقن الخطاب وينتقي الكلمات ويدعو الجميع إلى ضبط النفس؟ وعتبي على أحد المسؤولين في الملحق السعودي بأمريكا حينما بادر إلى القول: إن هذا الطالب ليس على بعثة خادم الحرمين، ونسي المتحدث أنه مواطن سعودي قبل وبعد كل شيء، لدي هاجس الأب إنك يا خالد بريء، وإذا كنت تحب أحدا هناك فهم يكرهون حتى أن نحبهم.
وسلامتك يا ولدي