أصحاب التجربة المتبلورة تماماً في الأدب والشعر لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه من مكانة من فراغ، وهذا واقع لا يحتاج إلى تسمية الأدلة من الشواهد في كل زمان ومكان، وللأديب والشاعر سليمان الفليح بصمات كبيرة في الساحة الشعبية (الكويتية والسعودية) لا ينكرها منصف إلا جاحد لإيثار الرجال ومواقفهم الكبيرة.
قبل ما يربو على عشرين عاما قال كلمته الشهيرة لمجموعة من الشعراء الشباب ناصحاً وموجهاً (إذا كنتم قد قدمتم للساحة لاستعراض وسامتكم في الضوء، ومآربكم السخيفة فسيأفل نجمكم وينساكم الناس وينسون معكم من قدمكم للساحة كالفراش الذي يتهافت على الضوء ويحترق - أما إن استشعرتم دوركم الأدبي والثقافي واحترمتم مواهبكم وصقلتم تجاربكم بالاطلاع لتوسيع آمادكم المعرفية وإثراء مخزونكم اللغوي فسيبزغ نجمكم وتشرّفون أنفسكم والشعر في حضوركم).
والمتابع لحال الساحة الشعبية منذ ذلك الأمد يجد أن ما أشار إليه - أبوسامي - بنظرته الثاقبة الدقيقة وصراحته المتناهية قد تحقق تماماً، فأين من الساحة أسماء أعطيت مساحات ضوء فضفاضة قياساً بمستوى شاعرية أصحابها وسقفها الإبداعي المتدني، رغم الدعم الذي وجدته هذه الأسماء في الحضور والأغنية والأمسيات ولقاءات القنوات الفضائية.. كل ذلك تلاشى بعد أن تحقق ما أشار إليه الأديب والشاعر الكبير سليمان الفليح، فموهبة الشعر مسؤولية تقع على عاتق صاحبها؛ إما أن يحارب لأن يكون (عن أحقية) في مقدمة ركب الإبداع أو عليه أن يقبل - شاء أو أبى- ما سوى ذلك كنسيان الناس له.