« إن شرعية هذه الدولة، هي في منهجها، وتاريخها الطويل الذي بدأ ببيعة شرعية؛ للالتزام بالدين الصحيح - منهجاً ومسلكاً -، في الحكم، والبناء السياسي، والاجتماعي، وليس في حادثات الفكر المستورد، أو الفوضى، والتخبط الفكري،الذي لا نهاية؛ لجدله، ولا فائدة من مبادئه «.
بهذه الكلمات أنهى - سمو الأمير - سلمان بن عبد العزيز، محاضرته التي ألقاها - قبل أيام - في الجامعة الإسلامية، بعنوان: « الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية «.
يكفي فخرا هذه الدولة، أنها الدولة التي تطبق شرع الله، وتتحاكم إليه في جميع شؤون حياتها. وقد ورد في النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية، الصادر في عام 1412هـ، ما يأتي: « المادة السابعة: يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله، وهما الحاكمان على هذا النظام، وجميع أنظمة الدولة «. بل إن الدعوة الإصلاحية لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -، والتي أيدها الأمير الصالح محمد بن سعود - رحمه الله - في منتصف القرن الثاني عشر الهجري، لا تزال بحمد الله - كذلك -، في نصرة التوحيد، والدعوة إليه، ومحاربة الشرك، وأهله، وهي الركيزة التي قامت على أساسها الدولة السعودية، واعتمد عليها الحكم فيها.
يحسب للدولة السعودية أنها صاحبة تجربة فريدة في هذا المقام، وهو التزامها باحترام الشريعة الإسلامية، وتطبيق أحكامها على الجميع - دون استثناء -، حتى أصبحت المرجع في كل الأحوال. كما أعلنت نشر التوحيد، والسنة، ومحاربة الشركيات، والبدع السائدة. وأعلنت الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. وإقامة الحدود، وتحقيق العدل، ورفع الظلم. ومحاربة الجهل، والدجل، والسحر. وخدمت كتاب الله تفسيرا، وترجمة، وتسجيلا، ونشرا. كما خدمت سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحقيقا، وشرحا، وطباعة، ونشرا. وقد جاء في الموسوعة العربية العالمية (16-96): « اختارت الدولة السعودية في عهد - الملك - عبد العزيز، شكل وشعار الدولة، وعلمها الحاليين، وقام دستور الدولة على القرآن، ويقوم الحكم فيها على تطبيق أحكام الشرع الإسلامي المستمد من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وما أثر عن الصحابة، وتابعيهم بإحسان، وما عليه الأئمة الأربعة، وصالح سلف الأمَّة، وتطبق الدولة في المعاملات، والأحوال الشَّخصيَّة المشهور من مذهب الحنابلة «.
بقي أن أقول: لعل مما يزيد من أهمية الموضوع - أيضا -، هو أهمية الحدث - زمانا ومكانا -. وأهمية المتحدث، وهي شخصية مرموقة؛ لما يتمتع به من إرث تاريخي، له صلة بالأحداث السياسية، ودوره الفاعل في صناعة التاريخ. إضافة إلى ما يتميز به من سمات الحكم، والإدارة.
ألا يحق لنا أن نفخر بنموذج فريد من احترام الشرع، وتطبيقه على أرض الواقع. والقيام بكل ما فيه صلاح للأمة الإسلامية، والارتقاء بها. وهي من تمثل الإسلام الحق، ومنهاج النبوة، والسير على منهج السلف الصالح، وسبيل المؤمنين في الجملة. وهي - بذلك - تستمد مبادئها من المبادئ الإسلامية الصحيحة، التي كانت سائدة في صدر الإسلام.