فاصلة:
((الحكمة لا يمكن تعلمها، إنها تتلألأ في نجمك))
حكمة عالمية
تظهر اللقاءات في المناسبات العامة كالمؤتمرات والملتقيات المتنوعة أو عبر وسائل الإعلام المرئية خاصة ما تتمتع به بعض الشخصيات العامة من مميزات لافتة كالذكاء وسرعة البديهة والحكمة.
في مقطع شاهدته في موقع اليوتيوب لسمو الامير سلمان بن عبدالعزيز وهو يرد على تساؤل الشيخ علي الحذيفي خطيب وإمام المسجد النبوي تساؤل له عن إمكانية إيجاد حلول لتقصير المؤسسة الإعلامية عن دورها الذي يراه الشيخ الكريم.
اعتبر الشيخ الحذيفي المؤسسة الاعلامية مقصّرة في بيان منهج الدولة الاسلامي ولم تحصّن الشباب من المؤثرات الضارة في عقيدتهم وأخلاقهم وأن بعضا من منسوبي الاعلام ينشر ما يخالف هذا المذهب، واقترح الشيخ تقويم مسار الإعلام ليناسب مسار الدولة، وختم بسؤال الامير عن الحلول.
فكان رد الأمير الحكيم ((إن الحل الطبيعي هو في الإشادة بالمحسن ومناقشة المخطئ وأن وسائل الإعلام إذا قصرّت فمن المهم ان نلفت نظرها وإذا كُتب شيء يخالف المصلحة والعقيدة فعند طلبة العلم ومفكرينا الفرصة للرد عليه.
وإذا كان الكاتب ينتقد ومعه حق فأنا آخذ برأيه وأشكره عليه، وإذا كتب ما يجانب الصواب فقد أعطاني الفرصة للرد وتوضيح رأيي فلنتبع هذا الأسلوب، والحمد لله طلبة العلم لا أحد يمنعهم من الرد)).
الأسلوب الذي أوضحه أميرنا الحكيم في كلمات ارتجلها هو جزء من حكمته في التعاطي مع الآخر وجزء من تفهمه لدور المؤسسة الإعلامية مما جعله بالفعل صديقا للإعلاميين.
هذا أسلوب لو انتهجه بعض طلبة العلم لدينا والذين يقرؤون نيّة الكاتب قبل كتاباته لاستطعنا أن نوجد مساحة أكبر من الحوار الحضاري بين الرؤى المختلفة.
فليس من الطبيعي أن تكون أفكارنا وآراؤنا واحدة، الخلاف في الرأي يعطي مساحة لانتشار أكبر قدر من المعلومات والآراء والتوجهات، وفي النهاية مظلتنا واحدة والثوابت الإسلامية لن يمسها أي من منسوبي الإعلام الذين يدركون عظم المسئولية الملقاة عليهم، فالكلمة مسئولية قبل كل شيء.
أعجبني حديث الأمير سلمان فقد كان أبدع ما فيه قراءة الأمير لأبعد ما يحتويه السؤال فجاءت الإجابة بأعمق ما تحتويه الإجابة العابرة.
لقد قدم الأمير منهجاً ديموقراطياً في حرية التعبير عن الرأي لعله يكون منهجا لكل مسئول وكل راع عن رعيته.