لم يعد ممكناً الصمت والسكوت على الانتهاكات والتجاوزات والأفعال التي تُرتكب عن عمد وإصرار غريب من النظام الإيراني ضد دول الخليج العربي؛ فلم يعد الأمر شكوكاً أو شبهات لكنه أفعال مرتكبة وقرائن وأدلة دامغة على التدخلات الإيرانية الساخرة وغير المبررة في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون التي ترتقي إلى مستوى الإجرام والتخريب والإرهاب.
لم يعد ممكناً السكوت على ما ترتكبه حكومة طهران ضد دول ظلت وفيّة لمبادئ حُسْن الجوار، ومتمسكة بالقيم الإسلامية، إلا أن الحاكمين في إيران انتهجوا أساليب التآمر على الأمن الوطني لجميع دول الخليج العربية، وعمدوا إلى إقامة شبكات تجسس، ونظموا جماعات لنشر الإرهاب والقيام بالأعمال التخريبية، منها ما تم الكشف عنه من بعض هذه الأعمال المرفوضة من خلال إعلان ثماني شبكات تجسس في دولة الكويت، قُدِّمت أولاها للمحاكمة، وصدرت أحكام قضائية ضد أعضائها، وغيرها مما ينتظر مثولها أمام المحاكم الكويتية.
كما تأكد ضلوع فِرَق وجماعات إرهابية جرى تدريبها وإعدادها في إيران ومعسكرات حزب الله في لبنان، الحزب الذي يُعدّ الذراع الإرهابية لإيران والموكل إليه تنظيم وتنفيذ الأعمال الإرهابية في الدول العربية؛ حيث تأكد أن من قادوا ونفذوا وشاركوا في الأعمال التخريبية التي شهدتها مملكة البحرين كانوا يتبعون تخطيط وتنفيذ حكومة إيران من خلال عملائها هناك.
ما حصل في البحرين، وما كان يُخطَّط له في الكويت، يمكن أن يحصل في كل دول الخليج العربية لوجود شبكات تجسس وخلايا إرهابية مرتبطة بإيران مزروعة في هذه الدولة بانتظار تلقي الأوامر من طهران لتنفيذ ما يوكل إليهم من أعمال إرهابية.
أمام هذه الأفعال الشائنة والمؤكدة بالقرائن وبمعلومات دقيقة لدى الأجهزة المسؤولة أصبح الصمت والسكوت جريمة، وعدم اتخاذ موقف حاسم وجاد لوقف هذه الأعمال يُشجِّع هؤلاء الخارجين على القيم والقوانين الدولية، كما أن عدم كشف دول الخليج العربية ما تقوم به إيران من أفعال مرفوضة يُظهر دول مجلس التعاون وكأنها مستكينة وخاضعة لهذا النظام الشرير الذي جلب الفوضى وعدم الاستقرار للعديد من الدول العربية.
JAZPING: 9999