نشرت جريدتنا (الجزيرة) إعلاناً لإحدى شركات المطاعم السعودية الكبرى، تقول الشركة إنه بيان توضيحي لما قام به بعض المغرضين تجاه الشركة وملاكها من تهم باطلة بلغت حد التشكيك في عقيدتهم، إلى آخر بيان الشركة، التي أكدت بطلان هذه الشائعات.
توقفت أمام هذا الإعلان أو البيان كثيراً، لكونه جاء دحراً من هذه الشركة لأقاويل باطلة كما تقول، وصلت حداً غير مقبول بأي شكل من الأشكال وهو التشكيك في عقيدة هذا الإنسان..!! السؤال الذي يزاحم أسطري هذه لماذا يلجأ البعض إلى محاولة إزعاج الآخرين في ذواتهم وأرزاقهم وأنفسهم؟ عندما يقال عن هذا الشخص قولاً باطلاً فإنه قد يتعرض للمضايقة الجسدية وقد يتعرض للمضايقة المالية بعدم التسوق من منتجاته، وقد يتعرض للمضايقة النفسية بما سيقال عنه من هؤلاء الذين لا يكذبون أي خبر فيه إساءة لإنسان، ولكنهم يكذبون ويشككون في أي خبر فيه خير لإنسان..!!
شخصياً وردتني الأكاذيب التي قيلت عن هذه الشركة وكنت أرد على مرسليها بألا ينساقوا وراء أي رسالة تردهم وأن عليهم التثبت أولاً، وكنت أخشى أن تكون من مغرض منافس أو غير منافس وإنما أراد بث الحقد بين أفراد المجتمع السعودي المتماسك بفضل الله.
إن الانسياق وراء الإشاعات والشائعات المختلفة دليل ضعف وهزال عقلي ونفسي عند هذا المنساق، وإلا الإنسان السوي يدرك أن لكل إنسان ولكل عمل أعداء، بل إنه يوجد بين أفراد المجتمع من يطرب كثيراً عندما يسمع أو يقرأ بأن كذبته بلغت الآفاق وصارت شبه حقيقية، وهذا في الحقيقة إنسان لا أخلاق له، ولا يدرك معنى (.. وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب فيكتب عند الله كذابا..) هؤلاء قد يدخلون أو هم في الحقيقة داخلون ضمن المرجفين في الأرض الذين يحبون أن تشيع الشائعات الكاذبة بين أفراد المجتمع، فيصيرون بين مكذب ومصدق لكل شيء يحصل مهما كان.
منذ قديم التاريخ والكذابون والمرجفون يقومون بأدوار إبليس بين البشر، تفريقا وتشتيتا ونزاعا، ولكن الدائرة سريعا ما تدور عليهم وتكون نكسة تكشفهم وينالون المصير الذي كانوا يتمنونه للآخرين.
إننا في ظل هذا التواصل التقني السريع يجب أن نثقف أفراد المجتمع ونحصنهم ضد الشائعات، سواء كانت شائعات ضد الوطن ورموزه من علماء وساسة وقادة رأي، أو شائعات من أفراد ضد آخرين.
والله المستعان،،