Wednesday  06/04/2011/2011 Issue 14069

الاربعاء 02 جمادى الأول 1432  العدد  14069

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

هل الثقة آخذة في التداعي والاضمحلال, ميممة وجهها صوب الكفن, قبل أن تُغَسل، وتضوع بالمسك والكافور؟!!

هل جف ريقها.. وبح صوتها.. بعد أن تَهَرّأتْ حِبَالها, وضيعت الطريق نحو عيشٍ آمن رَغِيد!! فآثرت الموت الرهيف على البقاء العنيف فوق أرض لم تَعد تقلها،

وتحت سماء فقدت ظلها؟!! ما أجده، ويجده الآخرون من البشر أثناء تعاملهم فيما بينهم يدلل على أفول نجم الثقة، تلاشي ظلها، كسوف شمسها، خسوف قمرها؛ ولا صلاة تُقام ويُنَادى بها جَمَاعَة؛ يزول إثر إقامتها الخسوف والكسوف وينكشف ما بِنا من أسى!!

امنح سرَّك شخصاً تختاره، استثني لهُ من وقتكَ ثواني معدودة، وترقب، انتظر.

ستنقل لك الأرصاد الجوية خبر تلبُّك معدة الجو بِالأَسرار لكثرة الأفواه الناعقة بها، وبسرك!! اعترانا القلق، التوجس، الريبة، الشك الذي اعترى الأمير الشاعر العذب: عبد الله الفيصل آل سعود حينما قال:

أكاد أشك في نفسي لأني

أكاد أشك فيك وأنت مني

وما أنا بالمصدق فيك قولاً

ولكني شقيت بحسن ظني

وشقينا كثيراً بحسن الظن حتى تدحرجت بنا كرة الثلج نحو الهاوية!!

نحتك بفلان نرتبط به، نقترن به ونطمئن إليه، إلى ابتسامته، صفاء ملامحه، إطرائه لنفسه، انسكابِه، شَفَافِيته ال (توهمناها)، ومع أول بادرة خير تأتي منه نظنه خلاف (فلان)، وعكس خط سير (فلانة) فنتناول معه كأس الثقة، وقدح الاطمئنان، وفنجان حسن النوايا؛ وما أن ننتهي من إفراغ محتوى الكأس, القدح, الفنجان في جوفنا حتى نُفاجأ بشظية دست في قعر الكأس، القدح، الفنجان. شظية كادت أن تُهَتّك جدار المعدة، شظية هتكت نياط الثقة!! جَددتْ أكسجين الشك في الأجواء فتَكَثّف بِهِ؛ وأوشكنا على الكآبة؛ أسباب الشك!!

يرى أحدهم أن: الشك أول اليقين.

وأن زيارة الطبيب تقطع الشك باليقين.

وأقف ضد رأيه.. فقد زرت طبيباً قبل سنوات خلت متيقنة من سلامة صحة ابنتي فأوهمني بأنها مصابة بالصرع!! وأنه لا بد من جراحة عاجلة لها.. ولكن الأشعة المقطعية أكدت سلامتها من المرض!! وفقدت الثقة بالطبيب.

أرعبني في خادمتي.. وأنها مصابة بالأيدز!! وأكدت التحاليل تلو التحاليل خلوها من المرض!!

الشك: التردد بين أمرين أيهما الذي وقع.. وقد عايشته مراراً.

عايشته مع ابنتي.. ومع خادمتي حتى تداعت أركان الثقة، وهي الآن آخذة في الاضمحلال.

لن أعترض درب أبي العلاء المعري وهو يقول:

(طفت الآفاق، فإذا الدنيا نفاق، ومللت مداراة العالم بما يضمر غير ما يظهره الفؤاد، فاخترت الوحدة على جليس السوء).

وربما أشاركه الرأي - الموقف، ورد الفعل بَيْد أني أشرك معي في وحدتي كتابي، قلمي، حاسوبي والشبكة العنكبوتية على الرغم من أنها تضم فئات تراوح بين الشك واليقين في الثقة بهم وبآرائهم وتعليقاتهم.. ولكن سأتمثّل منهج المعري ونظرية الشك حتى أتيقن وأنزع عن جسد الثقة لفافات الكفن.

P.O.Box: 10919 - Dammam 31443

bela.tardd@gmail.com
 

بلا تردد
باليَقِين اقْطَع الشك
هدى بنت فهد المعجل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة