|
المجمعة - تغطية - فهد الفهد
بحضور سمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل محافظ المجمعة، احتفى أهالي مدينة المجمعة مساء أول أمس الأحد بمعالي مدير جامعة المجمعة الدكتور خالد بن سعد المقرن ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات، وذلك في مناسبة احتضنتها مدينة الأمير سلمان بن عبدالعزيز الرياضية بالمجمعة، حيث أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة على صالة المدينة حضره محافظ الغاط عبدالله بن ناصر السديري ومحافظ الزلفي الأستاذ زيد بن محمد آل حسين ووكيل محافظة المجمعة الأستاذ محمد بن عامر الخرصان، وحشد كبير من المشائخ والمسئولين وأعيان وأهالي ورؤساء المراكز بالمحافظة الذين اكتضت بهم الصالة.
وقد بدأ الحفل الذي قدم فقراته الأستاذ سعد البريك بالقرآن الكريم، ثم ألقى الأستاذ إبراهيم بن أحمد العمر كلمة الأهالي رحب فيها بسمو المحافظ وبمعالي مدير الجامعة ووكلائها وعمداء الكليات والحضور، وقال: لقد كانت طموحات المجتمعات في المدن الصغيرة المتقاربة هي افتتاح جامعات لديها خارج نطاق المدن الرئيسية في المملكة لتستوعب أبناءها، وكان في نظرهم حلم يداعب مشاعر الشباب ويراود عقول الآباء والأمهات، حلم بعيد المنال في القريب المنظور.. إلا أنه أمام طموحات قادتنا - رعاهم الله - وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - حفظه الله - أصبح الحلم حقيقة ماثلة لديهم برؤيتهم الثاقبة وبعد نظرهم وحرصهم على شعبهم وحكمتهم، وها هم يحققون ما نحلم به فهذه الجامعة وأخواتها في شقراء والخرج حقيقة ناصعة في جبين الاستثمار الأمثل في شبابنا وقفزة نوعية في التعليم الجامعي ستتبعها بإذن الله جامعات أخرى قريباً، فجزاهم الله خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتهم.
أما عندما نستقرئ استشرافات وطموحات أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز فإننا نعلم دوره الكبير ومشورته الصادقة في افتتاح الجامعات الثلاث من منطلق منظور استراتيجي تخطيطي بعيد الهدف للتخفيف عن اللوحة الفنية الزاهية مدينة الرياض التي صارت تنوء بحملها وكثرة سكانها واتساع رقعتها وازدحام السير فيها، فأراد أن يكون هناك متنفس لها ومخففًا عليها بمحاولة إيقاف الهجرة إليها أو تخفيفها من المدن والقرى المحيطة بها، وكذلك من أجل نماء تلك البلدان وتطويرها واستقرار سكانها وأمنها، فكان له ما أراد بحمد الله.. فشكر الله مساعي سموه ونفع بفكره المبدع واستشرافاته المستقبيلية وطموحاته غير المحدودة.
ولا شك أن لسمو محافظ المجمعة الإسهام الفاعل والرعاية المستمرة والمتابعة الصادقة لجامعة المجمعة وفروعها، أعانه الله وسدد خطاه. ولاشك أن جامعة المجمعة ومثيلاتها من جامعات المملكة ثمرة من ثمرات حكومتنا الرشيدة وتجاوب أكيد لمتطلبات التنمية البشرية، تهدف إلى إنضاج فكر شبابنا وتنويرهم وتحفيز عقولهم وهي بالتالي تجسيد للتلاحم الصادق بين الحكومة والمجتمع والقادة والشباب من خلال الاستجابة لحاجاتهم وتلمس متطلباتهم، وكم كانت استجابة قادتنا الكرام لمتطلبات المجتمع واستقراء حاجاته كثيرة وسريعة مما حقق له الاستقرار والأمن والحياة السعيدة، وما القرارات الأخيرة التي صدرت من خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - إلا نسمات ندية رطبت قلوب مجتمعنا وشبابنا فكانت كنبع فياض أراح قلوب المجتمع وأدخل السعادة على جميع فئاته، لكونها شاملة ودقيقة وهكذا يكون الإحساس العميق من القائد المؤمن الصادق مع شعبه، بل لم يكتف بهذا عندما جسد تقديره ومحبته وإجلاله لشعبه بتلك الكلمات الصادقة النابعة من قلبه إلى قلوب أبنائه قبل آذانهم تقديرًا منه - رعاه الله - لموقف أبنائه الشباب الوفي الذي رد على المرجفين والداعين للإخلال بالأمن من فئة شاذة محدودة برد عملي حاسم موحد في جميع أرجاء المملكة بعدم الاستجابة لدعواتهم طاعة لله ثم لولي أمرنا وتلاحمًا مع قادتنا وهكذا تكون المحبة والتمازج والقناعة والرضا بين الحاكم والمحكوم، وبإذن الله لا خوف على بلادنا ما دامت تحكم كتاب الله كدستور لها وتقيم شرعه وتنفذ حدوده، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتدعو إلى الله على بصيرة، وتقوم على شؤون الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والعناية بالحجاج والمعتمرين، وإشاعة الفضيلة والحشمة، والبعد عن الفكر المتطرف.. وما دامت على هذا النهج من الحاكم والمحكوم فلا خوف بإذن الله على بلادنا.
بعد ذلك ألقى الأستاذ الشاعر سليمان بن إبراهيم الأمان قصيدة عربية بهذه المناسبة نالت استحسان الحضور، عقب ذلك ألقى المحتفى به معالي مدير الجامعة الدكتور خالد المقرن كلمة أكد من خلالها أن النجاح الذي تحقق للجامعة هو بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بدعم كبير من حكومة خادم الحرمين وسمو ولي العهد والنائب الثاني وبإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وبتعاون سمو محافظ المجمعة وأصحاب السعادة محافظي محافظات الغاط والزلفي ورماح، وقال: إننا تحملنا مسئولية هذه الجامعة وقد قدمت لنا كافة الإمكانيات المطلوبة من مقام حكومة خادم الحرمين ومن وزارة التعليم العالي ولو قدّر الله وحصل قصور أو خلل فإن المسئولية كاملة تقع على منسوبي الجامعة؛ لأن ما قدم لنا من إمكانات مادية وفنية ومعنوية تفوق ما نحتاج إليه.. ولكن بتوفيق الله لنا في هذه الجامعة فإن مالاخططنا أن نعمله في سنوات تحقق في أشهر.. واستعرض معاليه بعض إنجازات الجامعة وذكر أن من الأمور التي حققتها الجامعة أنها استطاعت أن تخصص أراضي لكلياتها في كافة المحافظات، حيث تم تخصيص ستة ملايين متر مربع في المجمعة، وكان لسمو الأمير محافظ المجمعة يد واضحة بيضاء في ذلك كذلك استطعنا أن نخصص ما يقارب من ثلاثة ملايين متر مربع في محافظة الغاط وقبله خصصنا في محافظة الزلفي ما يزيد عن أربعة ملايين متر مربع ونعمل على تحقيق ذلك في محافظة رماح ومركز حوطة سدير وكانت البنية التحتية هم أساسي بالنسبة لنا، كما أن الجامعة بمختلف كلياتها خصص لها في ميزانية هذا العام مليار وسبعمائة مليون ريال شملت كليات في محافظات المجمعة والغاط والزلفي، كما أننا في هذه الجامعة استطعنا أن نفعل كافة الكليات في عامها الأول، حيث تمت الدراسة في كلية الطب في المجمعة وكلية طب الأسنان بالزلفي وكلية الغاط وقبل أسبوعين بدأت الدراسة في كلية العلوم والدراسات الإنسانية في محافظة رماح..
وجامعة المجمعة هي الجامعة الوحيدة التي استطاعت أن تفعل كافة الكليات التي انضمت لها بموافقة المقام السامي كما أن كافة العمادات المساندة في الجامعات الكبرى موجودة الآن وعاملة بكامل إمكاناتها في جامعة المجمعة كما أن جميع منظومة الصلاحيات الأكاديمية والإدارية بالجامعة سلمت مكتوبة لكافة الإدارات في شهر رجب الماضي وتم البدء في تطبيقها في شهر محرم من العام الجاري، أقول هذا وأنا أعلم أن هناك جامعات كبرى لها عشرين أو ثلاثين سنة ليس لديها صلاحيات مكتوبة وعندما بدأنا في الجامعة، كان عدد الطلاب 5680 طالبًا وطالبة والآن تجاوز عددهم 13500 طالب وطالبة، وكان عدد العمداء في الجامعة أربعة عمداء والآن 21 عميداً وجامعة المجمعة هي الجامعة الأولى من بين الجامعات الناشئة التي استقلت مادياً وإدارياً وتقنياً وبشكل كامل في القبول والتسجيل، وذلك من شهر شوال من العام الماضي ويعتبر هذا في تاريخ التعليم العالي إنجاز غير مسبوق يحسب في تاريخ هذه الجامعة التي أصبحت متقدمة جدًا في مجال الخدمات الطبية، حيث فعلت العيادات الطبية المتنقلة وأشار معاليه إلى أن الجامعة لديها إنجازات كبيرة جداً سوف تستمعون لها في القريب العاجل ومن أبرزها أن الجامعة سوف تستقطب خلال هذا العام، ما يقارب من ستين من مخرجات برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ومعظمهم يحمل مؤهلات عالية تصل إلى درجة الدكتوراه أو الماجستير بحيث يقدمون إلى هذه الجامعة خلال سنوات قليلة.
وأضاف: إن فرق العمل التي زارات الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبريطانيا وأستراليا في العام الماضي استطاعت أن تحصل على ثلاثة آلاف طلب للالتحاق بهذه الجامعة من طلاب برنامج خادم الحرمين الشريفين وفي مجال تقنية المعلومات قال معاليه: إن الجامعة لا تقتصر على المقابلة الشخصية، حيث إن لديها برنامجًا متكاملاً للابتعاث الخارجي بحيث نستطيع أن نقابل المبتعث في أي دولة من دول العالم من خلال عمادة تقنية المعلومات وباكورة هذا التعيين سيكون خلال الثلاثة أسابيع القادمة، حيث سيتم تعيين ما يقارب من ستين مبتعثًا ومبتعثة من برنامج خادم الحرمين الشريفين وسوف يعينون وهم في أماكن دراستهم ليعودوا بعد سنة أو سنتين للعمل الأكاديمي في هذه الجامعة.
بعد ذلك سلم الأهالي هدية لمدير الجامعة، ثم شرف الجميع حفل العشاء الكبير الذي أقامه الأهالي بهذه المناسبة.