شقراء أو (الشقراء) ذلكم الاسم الشاعري الجميل.. ما إن يقرع سمعك إلا وتجزم بأنك سترى الحسن في أبهى صوره!! قال في اللسان: العرب تقول: أَكرمُ الخيل وذوات الخير منها شُقْرُها؛ حكاه ابن الأَعرابي.. والشقراء من الغيد أحسنها ... الخ.
و(شقراء) من الديار حتماً ستكون من حِسَانِها، وقد تجلّى لي الحسن في زيارتي لها (ضمن أهالي عنيزة برفقة سعادة المحافظ) يوم الخميس 26- ربيع الآخر 1432هـ، تجلّى لنا حسنها أول ما تجلّى بمحافظها الفتي وأهلها وما لمسناه من انسجام بين القيادة والأهالي.. وتجلّى حسنها بذاك الجهد المميّز لرئيس بلديتها النشط، وما أضفاه على شوارعها وميادينها من لمسات جمالية فاتنة..
وتجلّى حسنها بكرم أهلها النفسي وبشاشتهم فلا ترى منهم إلاّ تبسماً وتهللاّ (وتهلية) وترحباً، وكأنّ تلك الوجوه الطيبة خلقت مبتسمة.. وتجلّى حسنها بذلك الكرم الحاتمي فما زلنا نتقلّب في (قهاوي) أسرها التراثية التي أحيوها بعد موتها بعزيمتهم القوية لتبقى شاهداً على كرم الآباء والأجداد، ومن بعدهم الأبناء والأحفاد.. (فهذه قهوة الجميح وتلك قهوة العيسى والأخرى قهوة بني زيد..).
وتجلّى حسنها بفتوة شيوخها الفضلاء، فقد كنت أقول لمجاوري أنظر إلى هؤلاء الشيوخ الكرام بسنّهم وفضلهم ووقارهم وجاههم، قد تجشموا السفر فحضروا وسهروا حتى منتصف الليل ليشاركوا في الاستقبال والضيافة والتوديع، فما نحل بموضع لزيارته إلاّ ونلقاهم باستقبالنا ينافسون الشباب، إلى أن ودّعونا منتصف الليل يحدوهم كرم الضيافة وحسن الحفاوة، وصادق المودة، والفرح بضيوفهم والانتماء إلى مسقط رؤوسهم..
وتجلّى حسنها بأحسن صوره بتلك المشاريع الاجتماعية التنموية التي بنيت على نفقة تجارها الأخيار، وتدار بأيدي أبنائها الأبرار وفاءً لبلدهم وأهلهم، فانتفع بها أهلها ومن جاورهم من الديار.. ومن العجيب الذي ربما يخفى على بعض الموسرين وهو من عاجل بشراهم بالقبول إن شاء الله.. ما ان يقام مشروع على نفقة أحد الموسرين في إحدى المدن، إلاّ وترى أهلها يفاخرون به ويجعلونه مزاراً لكل وافد وضيف فرحاً به ووفاء لمن قدّمه. فهل يتنبّه الموسرون لذلك ويبادروا لنفع مجتمعاتهم وقبل ذلك أنفسهم ... أرجو ذلك.
شكراً لأهالي شقراء الفضلاء كرمهم وطيب معشرهم وحسن استقبالهم.. ولن أستطيع تخصيص فرد بعينه، لا جهلاً بهم، ولكن ضيق المساحة الصحفية حال دون ذلك. هنيئاً لشقراء بأهلها وهنيئاً لأهلها بها...
رئيس مجلس إدارة جمعية البر الخيرية بعنيزة