الجزيرة - الرياض :
أوضح أستاذ الإدارة الصحية المساعد بكلية إدارة الأعمال بجامعة الملك سعود الدكتور سامي بن محمد الحبيب أن التغير في التركيبة السكانية (الديمغرافية) يعتبر أحد العوامل التي تؤثر وبشكل مباشر على نوعية الخدمات الصحية المقدمة في المجتمعات.. مضيفاً بالقول: ولعله من الملاحظ أن التقدم الذي تمر به الدول كافة في مجال الخدمات الصحية له أثر مباشر على تغيير التركيبة السكانية من حيث تقليل عدد حالات وفاة المواليد وإطالة أعمار الأفراد في ذلك المجتمع بمشيئة الله. ولا شك أن هذا التغيير في التركيبة السكانية يتطلب تجاوباً من الجهات المسؤولة عن الخدمات الصحية في تلك الدولة من حيث تقديم الخدمات التي تتناسب مع هذا التغيير، كزيادة الخدمات المقدمة لهذه الفئات العمرية وما أقصده هنا كبار السن. وأردف الدكتور الحبيب: ومن أهم الخدمات المقدمة لكبار السن خدمة الرعاية طويلة المدى (Long-Term Care) والتي تمثل خدمات تقدم للأشخاص غير القادرين على القيام بالأنشطة الحياة اليومية (Activities of Daily Living) مثل عجز بعض الأفراد عن القيام بتناول الطعام أو الذهاب إلى الحمام بمفردهم دون الاستعانة بمساعدة الآخرين. ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من الحاجة للمساعدة لا يقتصر على كبار السن فقط فقد تكون هناك حالات تتطلب هذه الخدمة ممن هم أصغر سناً ممن تعرضوا إلى حوادث حدت من قدرتهم على القيام بالأنشطة المذكورة بشكل ذاتي.
وتابع أستاذ الإدارة الصحية: إضافة إلى ذلك فإن هؤلاء الأفراد المحتاجين للرعاية طويلة المدى عادة ما يكون وضعهم الصحي لا يتطلب بقاؤهم في المستشفى تحت إشراف طبي عالي التدريب, كما هي الحال في المستشفيات, نظراً لاستقرار وضعهم الصحي ونظراً للتكلفة العالية لبقاء المريض في المستشفى دون الحاجة لذلك, مما يستدعي توفير الخدمات الصحية لهؤلاء الأفراد من خلال أجنحة خاصة بالمستشفيات أو توفر لهم مبان خاصة داخل المستشفى أو خارجه أو في حالات أخرى في بيوتهم.
وأشار الدكتور الحبيب إلى أنه وفي حال توفير الخدمات الصحية في بيوت الأفراد فإن هذا الشكل من أشكال الرعاية طويلة المدى يسمى الرعاية الصحية المنزلية مبيناً أن أهم أسباب الاهتمام بالرعاية الصحية المنزلية هو ما يوفره بقاء الفرد في مجتمعه وبين أفراد عائلته من استقرار نفسي واجتماعي للمريض ومما لا يخفي على القارئ العزيز أهمية هذا الاستقرار النفسي والاجتماعي على سرعة شفاء المريض بإذن الله إضافة إلى الفوائد المذكورة سابقاً فإن الاهتمام بالرعاية الصحية المنزلية سيؤدي إلى تقليل انشغال الأسرة في المستشفيات من قبل أفراد قد لا تستدعي أوضاعهم الصحية بقاءهم في المستشفيات، بحيث تشغل هذه الأسرة بحالات صحية قد تكون بأمس الحاجة لها.
واختتم الدكتور سامي قائلاً: ولكي ينجح برنامج الرعاية الصحية المنزلية فيجب على الجهات المعنية بهذا البرنامج عند تطبيقه أن تدرك أن نجاح هذا البرنامج يعتمد على توعية المجتمع بالفوائد التي سيجنيها المريض من عدم بقائه في المستشفى من غير حاجة, إضافة إلى أهمية توفير الكادر الطبي المناسب لتقديم هذا الشكل من الخدمات لهؤلاء الأفراد.