لم يعد خافياً مقدار الأخطار والتهديد الذي تمثله الأفعال والتجاوزات الإيرانية على المنطقة عموماً وليس إقليم الخليج العربي فحسب، فبالإضافة للغة التصعيد العدائي التي ينتهجها النظام الإيراني ضد الدول العربية وبالذات دول الخليج العربية، هناك الكثير من الأفعال والممارسات التي استهدفت إيذاء هذه الدول التي ظلت وإلى وقت طويل تتعامل مع هذه التجاوزات والخروقات بالتعقل والحكمة والتمسك بقيم وأخلاق حسن الجوار. ومع أن سلوك قادة دول الخليج العربي والنهج الذي تسلكه حكومات هذه الدول يتوافق مع النهج الذي تسير وتلتزم به، لقناعة أهل الخليج بهذا السلوك النابع مما تربوا عليه من قيم وأخلاق.. هذا السلوك والموقف الأخلاقي الذي تتعامل به دول الخليج العربية مع إيران سواء أثناء حكمها في عهد الشاه أو حكامها الحاليين الذين يحاولون استغلال الطائفية لتحقيق أهداف عنصرية مقيتة.. فسرته السلطات الحاكمة في إيران على أنه ضعف، بل وبكل وضوح على أنه خوف. ولهذا فإن الأفعال والأقوال الإيرانية تكشف استعلاء وغطرسة لم يعد أحد يقبلها سواء من قبل الحكومات أو الشعوب. ويستغرب كثير من المراقبين والمحللين السياسيين والاجتماعيين مقدرة أهل الخليج في تحمل كل تلك الإساءات والتجاوزات الإيرانية التي وصلت إلى درجة التخطيط لمؤامرة قلب الأنظمة وزرع شبكات التجسس وتنظيم الأنصار لتوظيفهم واستغلالهم في إثارة الاضطرابات في دول الخليج العربية.

كل هذه الأفعال والأقوال لم تعد تحتمل بعد الآن، ولهذا فقد فوجئ المراقبون والإيرانيون قبلَهم بالموقف الصلب والصحيح من قبل حكومات دول الخليج العربية في مواجهة التجاوزات الأخيرة سواء في البحرين أو في الكويت. هذه المواقف الصلبة والجيدة والتي تأخرت كثيراً مما شجع الإيرانيين على القيام بكل ما تابعناه من تجاوزات وأفعال.. هذه المواقف لقادة وحكومات أهل الخليج العربية أثلجت قلوب أهل الخليج جميعاً، في الوقت الذي أخرجت حكام إيران الحاليين عن طورهم ودفعتهم إلى توجيه السباب تجاه جيرانهم الذين تحملوا موبقاتهم وأفعالهم السابقة.

JAZPING: 9999