لأنها زهرة المدائن، بلد المحبة التي ننتمي لها عاطفيا وروحيا وتعرج أرواحنا حيث أسرى إليها الرسول الكريم محمد بن عبد الله، لأننا تعلمنا منذ نعومة أظفارنا كيف نتوق إليها ونحنّ ونحب، فهي قضيتنا العربية الأولى منذ تهجينا الحرف الأول من النور، فتهجينا وجعها وحفظنا تاريخها وشربنا من ألمها حتى الوجع بها.. ونحن نمر بذكرى يومها.. يوم الأرض نقف برهةَ ذكرى لنقول لها.. يا فلسطين لبتك قلوبنا وأرواحنا وسبحان من أسرى بعبده لذراك..
عادت بنا سفارة دولة فلسطين يوم الجمعة الماضي الذي صادف آخر الشهر الماضي إلى ذكرى هذا اليوم من خلال اليوم المفتوح الذي أقامته على أرضها، وقد أحياه أكثر من سبعة آلاف عربي وفلسطيني جددوا الذكرى لترسخ في نفوس الجيل الآتي وتتوثق المعرفة بأهمية هذه البقعة المقدسة من العالم وشرعية انتمائنا لها كعرب ومسلمين.
لا يمكن لكل الكلمات ولو كانت مداد البحر، أو المشاعر وإن فاضت كسيل، أن تعبر عما رأته العين وتجسد حبا ولقاء وهتافا من القلب أنك في القلب والروح يا فلسطين.
ذكرني هذا اللقاء بلقاءات مضت كانت أقامتها السفارة وقد حضر فيها الفلكلور الفلسطيني بطرق شتى، من أبرزها الدبكة الفلسطينية التي تهز خطا أفرادها الأرض فتعزف موسيقى الانتماء والحنين وتؤكد هوية شعب شرده الاحتلال وصمد - بإذن الله - أمامه.
السفارة هنا تمنحها فلسطين بجدارة لابنها جمال الشوبكي الذي مذ وطئ أرض المملكة لم يكن يلبي عمله الدبلوماسي فحسب ولم يكن يحمل الحقيبة الدبلوماسية كواجب مهني، بل أكد مرارا أن روحه حملت معها من بذار أرضه ما استطاع أن يلقيه حيث رحل وسكن فنبت أضعاف ما اكتنز به، وقد أكد أنه السفير الذي منح رسالته بعدا آخر وأثرا له من الشأن ما له توازيه في الإخلاص والانتماء امرأة فلسطينية تركت لها أثرا في نفوسنا ونحن نواكب ما تقوم به من نشاطات تعرف بفلسطينها وتؤكد هويتها الفلسطينية بما يلمس من جهدها وبذلها ألا وهي حرمه السيدة رانيا الشوبكي.
كان لا بد أن نتوقف ولو عبر هذه النافذة وفي هذا اليوم لنقول يا فلسطين أنت في القلب وفي الذاكرة وتمد قلوبنا إليك جسور المحبة من أرض الوفاء والحب مملكتنا الغالية.. فالعام القادم وأنت لنا محررة من القيد.
من آخر البحر:
غن مواويل البلاد
للبحر غن.. للمنافي
للأحبة في المنافي
للشواطئ.. للحياة
للأهل.. للزيتون.. للماضين في رحم التراب
غن.. لعل الصوت يُرجع من غياب