هذه هي المجموعة الرابعة والأخيرة من مساحة أفردتها الجزيرة الغراء للمواهب الواعدة بخير عظيم، مجموعة أخيرة لكنها إشارة البدء لانطلاقة لا يعيقها صغر السن، أو انصراف النقد، أو مشاكسة وقت ضنين لأحلام الغد بعد أن حفرت بناتنا أسماءهن على جدار الإبداع عاقدات العزم على مواصلة صقل الموهبة إلى أن تطلق بريقها، ومفسحات في ذات الوقت مساحات بين اسم واسم لقادمات يضعن أسماءهن بين اللاتي سبقن خطوة إلى النشر.
نحن في مكتبنا إذ نقدم هذه التجربة إنما ننطلق من رؤية وزارة التربية والتعليم التي تركز على شخصية الطالبة، وكفاءة القيادة، وتوازن البيئة، غايتنا فيها تطوير أدوات اكتساب المعرفة لدى الطالبات لتزويدهن بالمهارات اللازمة للدخول إلى سوق العمل واكتشاف ميولهن ومواهبهن وتنميتها.
أبهرتني تجارب بناتنا المبدعات والتي شاركني فيها كل من تأملها، بقدر ما ملأتني مشاعر التقدير وأنا أرى عطاء مميزا من الأستاذة الأديبة أميمة الخميس، وحرصا ومتابعة من رئيسة وحدة اللغة العربية، ونشاطا وحماسا من المشرفتين التربويتين حصة العمران وريمة الخميس.
يحدوني الفرح كلما تقدمن خطوة وهن يبسطن هذا النشاط ليخرج من هواجس مهمة التعليم ويتمدد على طول الهاجس الوطني العام، لتقديم نموذج مغاير لطرائق التلقين والتحفيظ.
ولعلني على يقين بأن القادم أفضل يؤكده جهد عظيم من معلماتنا الفاضلات.
تجربتنا مجرد «محاولة»، لكنها في ذات الوقت «أمانة» نحملها لمؤسساتنا التعليمية والثقافية، يقطعون معها خطوة تالية وضرورية لرعاية هذه المواهب، وها هي مؤسسة الجزيرة الغراء قد استبقتنا جميعا بكل هذا التكريس، ويبقى أملنا معلق على كل ما يوفي «الأمانة» حقها.
* مديرة مكتب التربية والتعليم في البديعة