|
جدة - صلاح الشريف
تخصصها لعلم النفس أعطاها الإلهام بالإبداع في أعمالها، وكان ذلك بالنسبة لها المحرك الأساسي لأفكار أعمالها الفنية.. تلك هي الفنانة التشكيلية المفعمة بالنشاط والحيوية والحضور الذهني نورا قابل التي التقينا بها خلال معرضها الشخصي الثالث (ضجيج صمت) وقالت عن بداياتها: بدايتي مع الفن منذ كنت في الخامسة من عمري لكن أول مرة بدأت فيها أشارك بأعمال كان في العام 1999 وكانت بداياتي من خلال المشاركات الجماعية، وأول معرض شخصي لي كان عام 2005 في الأردن، حصلت على دروس خاصة في الرسم والتحقت ببعض الدورات الاحترافية في الفن. وعن تخصصها في علم النفس وأثره في أفكار لوحاتها، أضافت: دراستي لعلم النفس كانت بالنسبة لي الإلهام والمحرض والمحرك الأساسي، فنفسنا البشرية هي المحرك الأساسي نحو السلوك وبالتالي نحو قيامنا بأي عمل، دراستي كانت جانبا كبيرا ومحرضا للإلهام خلال إنجازي لأي لوحة؛ لأن دراستي وتعمقي بعلم النفس علمني سبر أغوار كل من حولي ومحاولة ربط وبحث دائمة وتفكر حركتني لأترجمها على سطح اللوحة البيضاء تمامًا فأنا أقص القصص التي تواجهني وربما تواجه غيري من خلال لوحاتي، كذلك أناقش من خلال اللون النفس البشرية وكل ما يقابلها وكل الضغوطات والمتغيرات وأدعو المتلقي ليبحث عن نفسه ربما في لون أو شكل وإن لم يجد فعلى الأقل سيصله إحساس ما وهو المطلوب لا أكثر فليس المهم أن تفهم اللوحة إنما الأهم أن تحس بها. أنا أجد أن دراستي لعلم النفس كانت الأساس المتين الذي تبلورت فيه أفكاري وآرائي وأحكامي ورؤيتي فترجمت كل خبراتي على سطح اللوحة. وحول اختيارها لإقامة معرضها في مكتبة، قالت: اختياري لمكان المعرض كان بسبب أن مكتبة جسور هي مكتبة حديثة، القائمون عليها مجموعة من الشباب الناشطين جداً، ويقيمون عددًا كبيرًا من الفعاليات الثقافية وكل ما فيه توعية بمجال القراءة والتحفيز عليها، وعندما عرض علي أن أكون ضيفة عليهم حتى يكون لهم اهتمام بالجانب الفني مثل الأدبي ورغبة مني في تشجيعهم وافقت، والسبب الثاني هو أني أشجع قيام المعارض خارج صالات العرض المتعارف عليها وذلك لما فيه من نشر الوعي الفني وتذوقه لشريحة أكبر وأوسع، وأن لا تقتصر فقط على الفنانين، لدي بعد شهر مشاركة في الملتقى التاسع للفنون التشكيلية بمدينة فاس بالمغرب وفي الأيام القليلة القادمة أبدأ التحضير لمعرضي القادم بنفس التوجهات والرسالة التي أحملها والتي هي النفس البشرية وترجمة تغيراتها من خلال اللون، الحركة التشكيلية قوية جداً ومزدهرة لدرجة اختلاط الحابل بالنابل لكن زيادة الاهتمام بالفن وإقبال الكثيرين على هذا النوع من الفنون بحد ذاته شيء جميل المشجع بالحركة التشكيلية هو الإنسان نفسه وأن انتظار غير ذلك خارجياً قد لا يفلح بالنسبة للمعرض فهو المعرض الشخصي الثالث بعنوان: «ضجيج صمت» هذا المعرض استمرار لما بدأته في عالم الفن من ربط علم النفس بالفن التشكيلي.