- 1 -
إبراهيم ناجي..!
شاعر سكنت أشجار الحب قلبه، واستوطنت بعد ذلك سيوف الحرمان حروفه.
إنك تلمح في كل بيت من أبياته نزيف شوقه.. وأشلاء شجنه.. وكأن حياته (الأطلال) أو هي - بالفعل - (الأطلال)، أراد أن يعيد لها الرواء.. ولكن فجرها أطل عليه (كالحريق) فالتهمت نيرانه بقايا ابتساماته.. وأحلامه.. فعزف على شظايا قلبه هذا البيت المليء حزناً وصدقاً..
أشتري الأحلام من سوق المنى
وأبيع العمر في دنيا الهموم
وهل أقسى ممن يشتري الأحلام.. ولكنه لا يجد ذلك (الإنسان) الذي يجعل هذه الأحلام تورق وتخضل؟
في ديوان ناجي (الطائر الجريح) تلمس ذلك الحب الجريح.. الذي لم تبق منه سوى الأطلال، وتلاقي الغرباء.. بعدما كان يرى (حبيبه) يسير في رواق قلبه، وبين أهداب عيونه «واثق الخطوة يمشي ملكاً».
مؤلم جداً أن يتحول (الحب) إلى لهيب يحرق، بعد أن كان زهرة تتأرج وتورق.
ذوت الصبابة وانتهت
وفرغت من آلامها
في ليلة ليلاء أرَّقني
عصيب ظلامها
هدأت رسائل حبها
كالطفل في أحلامها
أشعلتُ فيها النار
ترعى في عزيز حطامها
تغتال قصة حبنا
من بدنها لختامها
هذا هو (ناجي)، لقد دفن قلبه قبل أن يدفن جسده.. فعاش بلا قلب.. ومن هنا جاء ديوانه (الطائر الجريح) لوحة ألم.. وواحة شجن..
هذا هو ناجي
الذي عذَّبه الحرمان.. ولكنه - رحمه الله - أمتع متذوقي الشعر بصادق الشعر وجميل البيان.
- 2 -
مبتعثونا والملحقية الثقافية بأمريكا
طلابنا بالخارج هم من أولى الشرائح بالرعاية والعناية؛ فهم مغتربون عن وطنهم، وبعيدون عن أسرهم، وليس لهم - بعد الله - إلا سفارات بلادهم وملحقياتهم الثقافية.
وقد سعدت بثناء أكثر من طالب يدرسون في أمريكا؛ حيث يثمنون للملحقية وللملحق الثقافي هناك د. محمد العيسى وزملائه بالملحقية جهودهم ومتابعتهم للطلاب ومساعدتهم وحل أي مشكلة تعترضهم؛ ليتفرغوا لدراستهم، ويحققوا طموحاتهم، ومن ثم يعودون لبلدهم لخدمته وخدمة أبنائه بعد أن اكتسبوا العلم الذي يعينهم على العطاء والإنجاز والتحديث.
إن تسهيل أمور المبتعثين وتحفيزهم وسهولة اتصالهم بالملحقية من أهم العوامل التي تجعل الطلاب يكملون مدة ابتعاثهم بالمدة المحددة، وبخاصة أننا نعرف أن وزارة التعليم العالي تهيئ للملحقيات الإمكانات كافة لتقوم بدورها ورسالتها نحو أبناء الوطن الذين تركوا دفء الوطن ليرجعوا من بعثتهم وهم يحملون ثراء المعرفة وقيمة العلم.
تحية للملحقية الثقافية بالولايات المتحدة الأمريكية على جهودها وأعمالها وعلى حُسْن تعامل د. العيسى والملحقية هناك لخدمة أكبر بعثة طلابية سعودية خارج بلادنا.. ومزيداً من خدمة سفرائنا وسفيراتنا هناك.
- 3 -
آخر الجداول
(التسامح مفردة جميلة ما أروع أن تنتشر في أدبيات تعاملنا، وخطابنا، وعلاقاتنا، من أجل راحتنا وراحة الآخرين).
فاكس 4565576