يا بعض مسؤولينا .. سأكتب إليكم هذه المرة بروح شفافة عالية وحس بصري راقٍ وبأسلوب يحمل بين ثناياه نوعا من التزاوج والفيض اللوني واللغوي، معتمدا بذلك على مضمون الهدف وقوة المعاناة التي تمتلكني وتتلبسني، إن الأهمية الاستثنائية والعاجلة هي التي دعتني لذلك لأنها مبنية على أمور جمعية متفاوتة عانينا منها سنوات، إن ..
الرسائل عندي يا بعض مسؤولينا ليست هي الواقع المراد بذاته، لكنها طريقة في الإيحاء والاستجداء ولفت النظر لخلق واقع اهتمامي جميل ومميز لنا كمواطنين يكون له تأثير الفعل في التكوين والتشخيص والتخطيط والعمل الهادف البناء، إنني أريد أن أعبر بصدق عن عاطفتي الإنسانية المتمثلة بتشكيل خاص نفتش من خلاله معكم عن علاقة جديدة نفك بها الرموز الحاصلة الآن، لكي تدخلوا المتعة والبهجة إلى نفوسنا المتطلعة للراحة والمتعة والاسترخاء، إن القضايا الكثيرة والمتشعبة والتراكمية في بعض الدوائر والإدارات والأقسام الحكومية المختلفة تئن من حملها أدراج الدواليب الحديدية، إن عدمية المتابعة وضعف المسؤولية وعدم تقديس الوقت واللامبالاة بشكل ملفت وجذاب من قبل بعض كبار موظفيكم وصغارهم يوحي لنا بالدهشة والغرابة ويشكل لدينا نحن المواطنين عمقا استفهاميا كبيرا يناشدني بتناغم أشبة بالإيقاع المزعج بأن القادم الآتي يجب أن يكون مثقلا بالحراك الدؤوب النشيط السريع كما يبتغي ولاة أمرنا حفظهم الله ويريدون ويرغبون ويرددون ويأملون، إن الدلالات المرئية والمشاهدة في بعض أعمال دوائركم يشبه سير من يتوكأ على عصا مصنوعة من أعواد قصب رقيق، يخلق لنا دهشة مادية ومعنوية حادة تقذفنا أمام حزمة من ضوء من بعث من تراكمات يومية معاشة ليست على ما يرام، ولا توحي بالرضا التام أو بعض الرضا، إنني يا بعض مسؤولينا أطالبكم بالوقوف بتجرد على واقع إداراتكم لتحصروا بعدها كيفية تأهيل هذه الإدارات وموظفيها بعد التأمل والتمحيص ومن ثم إيجاد الحلول وتوليد الأفكار الجديدة للواقع، وذلك بإعادة باغتة للعمل القادم وفق نسق جمالي مبتكر، لنجد بعدها جهودكم القيمة وقد انسكبت علينا كالشمس لها بريق مؤثر في النفس فلا يستطيع أحد منعها أو حجبها أو حتى تجاوزها، إنني يا بعض مسؤولينا أطالبكم بأن تجلبوا لنا كمواطنين العون والمساندة لتتركوا لكم بعدها أثرا واضحا في الذاكرة وتأثيرا في النفس والروح، يا بعض مسؤولينا لقد عرضت لكم بعض بضاعتي والتي تتضمن رموزا معينة رغبت في إيصالها لكم في إيجاز مبسط دون شرح موسع ولا رمز مخيف ولا تحديد معين ولا حتى إشارة مقصودة لأحد بعينه أو إدارة بنفسها لعل مضمونها العام يحوز على اهتمامكم ويلفت نظركم كلا في موقعه ومسؤليته، إن ضعف أداء بعض إداراتكم وعرقلة بعض موظفيكم وعسفهم للقوانين والتحايل عليها وتجييرها لبعض المنافع والمصالح والفزعات مناخات غير صحية وغير مرضية وتنم عن خلل ما، إن الالتصاق بالأرض والتراب والتغني بجمالية الوطن شيء محبب وراقٍ بل مطلوب وملح وضروري، لكن الأجمل من ذلك أن نعمل سويا بجد حاد ونبحث عن طرق للتعبير عن هذا الشيء من خلال الإبداع لتكون أعمالنا مستوحاة من متطلبات الناس وحاجاتهم ومرادهم ومبتغاهم وما يلفت نظرهم ويثير اهتمامهم لتوسمهم بالبهجة والسرور والحبور والسعادة، يابعص مسؤولينا..
إنني أستشف باطنكم من ظاهركم ليظهر لي بعدها كوامن نفوسكم المرهفة، حينها أستطيع مشاهدة ذلك الفيض الهائل من الطاقات الداخلية لديكم، إنني أريد أن تضفوا علينا نحن المواطنين تكوينات كبيرة من الاهتمام والمتابعة، لنصبح بعدها أكثر تفردا، وأكثر جمالية، وأكثر زهوا وعلو كعب، إنني يا بعض مسؤولينا، لن يرضينا ولن يسكتنا كما لن يرضي ولاة أمرنا رعاهم الله ويسكتهم بعض الرؤى الجمالية الصغيرة التي قد تحدث هنا وهناك، بل نريد وإياهم أعزهم الله الإبداع الكبير والعمل القويم والحركة السريعة الملتهبة والمديات الواسعة من الأعمال والتغيرات والإصلاحات لإزالة التقهقر وكسب التطور والظفر به وفق أعمال مشاهدة تطرب لها العين والأذن يتطابق فيها البعد المبتغى مع كتلة العمل الفعلي الجاد لتزدان بعدها إداراتكم وأقسامكم المختلفة حسنا وجمالا وألقا وتألقا ونورا وانسيابا راقيا يشبه القمر في ليلة ربيعية مزدانة على سنابل قمح واعدة، أو كلوحة فنان بارع مزج الألوان كلها وفق حبكة متجانسة في مكونات اللوحة الفنية، لتصبح اللوحة بعدها فنا راقيا يسر العين ويبهج القلب ويهز الرؤوس طربا وانتشاء.