|
الجزيرة - الرياض
أكملت الأمانة العامة لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ممثلة في اللجنة التحضيرية واللجان المنبثقة عنها استعداداتها لعقد أول ملتقى من نوعه في العالم لأشهر خطاطي وخطاطات المصحف الشريف ينتظم عقده في مدينة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - خلال المدة من: (22 إلى 28-5-1432هـ الموافق 26-4 إلى 2-5-2011م )، تحت عنوان «ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم».
وبهذه المناسبة، رفع وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، بهذه المناسبة عظيم الشكر وجزيل الثناء والامتنان لخادم الحرمين الشريفين على هذه الرعاية لهذا الملتقى المبارك الذي يتعلق بأعظم كتب الله، ودستور هذه الأمة، ومصدر تشريعها الأول، كما أن هذه الرعاية تجدد التوكيد على الاهتمام المتواصل الذي يوليه الملك المفدى - حفظه الله - للقرآن الكريم، والسنة النبوية، وكل ما يتعلق بخدمتهما، من طباعة ونشر، وعقد مؤتمرات، وندوات، وملتقيات تصب كلها في خدمة هذه الغاية السامية المتصلة بكتاب الله الكريم، وسنة رسوله - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم -.
وزاد قائلاً: إنه انطلاقا من اهتمام وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالقرآن الكريم، ونظراً للعمل الرائد الذي يقوم به المجمع في هذا المجال، وما يتصف به من مرجعية في كتابة المصحف ومراجعته وتدقيقه وطباعته، وإدراكاً لأهمية كتابة وخط المصحف الشريف يأتي عقد هذا الملتقى لأول مرة، مشيراً إلى أنه من تمام فضل الله على المملكة العربية السعودية أن وفق قيادتها لاتخاذ القرآن الكريم أساساً ودستوراً لشؤون الحكم والحياة، وخدمته والعناية به، وإنشاء مجمع خاص لطباعته ونشره وتوزيعه.
وفي تصريح مماثل للأمين العام للمجمع رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي أفاد أن تنظيم الملتقى يأتي ضمن الرسالة التي يقوم بها المجمع تجاه العناية بالقرآن الكريم، والسنة والسيرة النبوية، وما يتصل بهما من علوم، وقال : لقد شرّف الله المملكة العربية السعودية بخدمة المسجد الحرام، والمسجد النبوي، وخصّها بدور رائد في خدمة الإسلام والمسلمين والعناية بمصدري التشريع الكتاب والسنة، ليأتي إنشاء هذا المجمع مثنياً على هذا الدور واستشعارا من المملكة بأهمية خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من خلال هذا الجهاز المتخصص والمتفرغ لهذا العمل الجليل ألا وهو طباعة المصحف الشريف وتوزيعه بمختلف الإصدارات والروايات على المسلمين في شتى أرجاء المعمورة، و بترجمة معاني القرآن الكريم إلى كثير من اللغات العالمية، وطباعة كتب السنة والسيرة النبوية.
وتحدث رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى عن كل ما يتعلق بالمشاركين، وأهداف الملتقى ومحاوره، والبرامج المصاحبة له، فقال : إن عدد الذين سيشاركون بإذن الله في الملتقى يبلغ (280) خطاطاً وخطاطة ينتمون إلى (31) دولة عربية وإسلامية ودول أخرى من مختلف أرجاء المعمورة، بينما يبلغ عدد الجهات المشاركة (20) جهة رسمية، وعدد اللوحات (600) لوحة من روائع الخط والزخرفة.
مضيفاً: إن أهداف الملتقى تتمحور في تقدير جهود أمهر خطاطي المصحف الشريف، وتكريمهم والاحتفاءِ بهم، وتجليةِ تجارِب أبرع الخطاطين في كتابة المصحف، وبيان مناهجهم في ذلك؛ للإفادة منها، وإبراز الرسالة التي يحملها خطاط المصحف الشريف، والعمل على إيجاد ضوابط مَرْعيَّة في زخرفة المصاحف، ودراسة سبل التوفيق بين خطوط الخطاطين والحاسب الآلي؛ خدمةً للخط العربي، ومحاولة الوصول إلى توافق وتقارب في مصطلحات الخط العربي، وعرض نماذج بخط الخطاطين من المصاحف المكتوبة بالروايات المشهورة والقراءات المتواترة، واكتشاف طاقات واعدة من خطاطي المصحف الموهوبين، وتشجيع التواصل بين خطاطي المصاحف، والمهتمين والمختصين في دراسة الخط العربي.
أما عن فعاليات الملتقى، فقد قال الدكتور العوفي : إنها تتضمن تنظيم معرض مصاحب للملتقى، وعرض تعريفي بمشروع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف للخطوط الحاسوبية المطابقة والموافقة لنص مصحف المدينة النبوية، ومحاضرة عن تاريخ كتابة المصاحف ومراحلها، و إلقاء الضوء على المعجم الذي يعدّه المجمع عن كتاب المصحف الشريف وأشهر الخطاطين له عبر العصور، وعرض تجارب شخصية لبعض مهرة الخطاطين في رحلتهم مع كتابة المصحف الشريف، وعقد ورشة عمل في موضوع مهم حول مشكلات كتابة المصاحف وضبطها، وتقديم دورة تعريفية عن رسم المصاحف وضبطها ومصطلحاتهما، وعن الخط العربي، وتوزيع استبانة على الخطاطين قبل انعقاد الملتقى بعد تحديد عناصره وصياغته-؛ لاستجلاء مناهجهم وتجاربهم في كتابة المصحف الشريف.
كما تتضمن الفعاليات إصدار كتاب وثائقي عن الملتقى يتضمن السير الذاتية لأشهر خطاطي المصحف، ونماذج ملوَّنة من أبرز أعمالهم، وشيئاً من تجاربهم وأقوالهم ورؤاهم المستقبلية حول كتابة المصاحف، وإنتاج فلم إعلامي وآخر وثائقي يُبرزان حركة كتابة المصاحف من لدن نشأتها إلى العصر الحاضر وقد عُقد في المجمع اجتماع مع مؤسسة مختصة بالإنتاج الإعلامي لإعداد هذين الفيلمين، إلى جانب إصدار عدد خاص من مجلَّة « البحوث والدراسات القرآنية « التي تصدرها الأمانة العامة للمجمع بمناسبة انعقاد الملتقى، يُسْتكتب له مجموعة من المختصين والنقَّاد في تاريخ المصاحف وخطوطها، وكتابتها ورسمها وضبطها، وتذهيبها وزخرفتها، والخط العربي.
وفي الشأن ذاته، أبدى عدد من خطاطي المصحف الشريف - في تصريحات لهم - تقديرهم لاهتمام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة بخطاطي المصحف الشريف وحرصه على إبراز الدور الإسلامي لهم، وتسليط الضوء على العمل الإسلامي الكبير الذي يقومون به خدمة لكتاب الله الكريم.