لا يتردد الكثير من المصوِّتين في انتخابات المجالس البلدية الماضية، في القول بأن مرشحيهم خذلوهم خذلاناً منقطع النظير. البعض أخذوا يكيلون التهم لمرشحيهم، وذلك لأنهم استغلوا أصواتهم للوصول إلى المجلس، لكنهم لم يحققوا أي إنجاز يُذكر للدائرة الانتخابية التي يمثلونها.
البعض الآخر، ألصقوا بالمرشحين صفات الجحود والانتهازية، إذ أنهم لم يروا وجوه مرشحيهم التي كانت تملأ الشوارع والصحف، من بعد ذيك الأيام!! إلا «طبعاً» في الاجتماعات الرسمية المنقولة عبر وسائل الإعلام، والتي كانوا فيها مشخصين آخر تشخيص!! الكل يقولون: لقد كانت التجربة أقل بكثير بكثير بكثير، من طموحنا.
لقد كنا نتوقع، نحن الناخبون، أن نرى في اليوم التالي لصدور أسماء الفائزين في الانتخابات، معركة حامية الوطيس، في مجال إصلاح الخدمات البلدية العامة، لكن العكس هو ما حدث.
لقد كنا قبل المجالس البلدية، أفضل بكثير.
والدليل على ذلك، حال الأسواق اليوم، حال الشوارع اليوم، حال المساجد اليوم، حال المدارس اليوم، حال النظافة اليوم، حال الباعة المتجولين، حال ساحات التفحيط، حال السرقات، حال العمالة السائبة المهددة للأحياء، حال المكتبات العامة، حال المراكز الصيفية، حال حدائق الأحياء، حال الأراضي البيضاء.
كل هذه الأحوال كانت مسؤولية مَنْ، يا أعضاء المجالس السابقين؟! وستكون مسؤولية مَنْ، يا أعضاء المجالس القادمين؟؟