Saturday  09/04/2011/2011 Issue 14072

السبت 05 جمادى الأول 1432  العدد  14072

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

تغطية خاصة

 

ترى ما بهالبلد إلا هالولد
بقلم / سامي بن أورنس الشعلان

رجوع

 

من منا لا يحلم ويأمل ويعمل لرقي هذا الوطن وتقدمه ونموه؟ لا يوجد لدي أدنى شك بأن مثل هذا الشعور الجميل يسكن بين ضلوع جميع أبناء الوطن الشرفاء، الصغار والكبار، المسؤولين وغير المسؤولين .. عند الاستطراد في هذا الحس الجميل يبرز سؤال صادم بحروفه مفجع في معناه هو ببساطة: إن كان الحال كذلك فمن أين تأتي الأخطاء القاتلة؟ التي لم تعد تحكى بل أضحت وللأسف الشديد تشاهد بالعين المجردة.. و الأخطاء هنا ليست بطبيعة الحال بحق شخص بعينه أو شريحة أو فئة إنها تقع بحق الوطن كل الوطن بشماله وجنوبه بشرقه وغربه بشيبه وشبابه، في أي موقع ينتظر منه العطاء فنحصل على قائمة كبيرة من الأخطاء.. إن وجود مدرسة حديثة الإنشاء بلا وسائل سلامة كافية أمر يعرض أبناءنا وبناتنا إلى كارثة لأتفه الأسباب لا سمح الله ... وقس عليه من تأخر بل تجمد العديد من المشاريع الحيوية التي وجه الوالد القائد عبد الله بن عبدالعزيز حفظه الله بتشييدها في كل منطقة بل في كل مدينة من المدن الاقتصادية ناهيك عن الأخطاء الطبية المتزايدة والقاتلة فضلاً عن سلبيات الأنظمة المقيدة التي تنفذ بارتجالية واضحة وأقرب مثال إلى ذلك نظام ساهر وما لوحظ عليه من قصور أصبح واضحاً للعين المجردة.. ولن تنتهي حلقات هذه السلسلة لو أردنا أن نستعرض الأخطاء التي قد ترتقي في البعض منها إلى مرتبة الخطايا ..

وهذا المنحى يقودنا إلى سؤال آخر يقول: هل بالإمكان معرفة الأسباب التي أدت إلى وجود مثل هذه الأخطاء في مسيرتنا التنموية ..؟

أجده سؤالا مشروعا وبديهيا ولن أدعي مطلقاً القدرة على الإحاطة بجميع الأسباب التي أقترح أن يعقد من أجل حصرها وإيجاد حلول جذرية وعاجلة لها العديد من الندوات والمؤتمرات، يشارك في أطروحاتها المتخصصون في عدد من العلوم، ولكن أحاول في هذه المقالة إيجاد نقطة ضوء وإن كانت محدودة علها تساعد في توليد مزيد من البقع المضيئة في عتمة الخطأ والخطيئة. وهنا أجد الأقرب إلى المشاهدة تلك الصور القديمة التي مازالت تؤطر نسقنا السلوكي إلى الآن، فعندما كانت القرية لا يوجد بها إلا عدد قليل ممن يجيدون القراءة والكتابة فتوكل إليهم كل المسؤوليات فتجد الواحد منهم معلماً صباحاً وكاتباً للوكالات والعقود في المساء وعضواً في المناسبات الدينية وطبيباً عندما يصاب أحد أفراد البلدة بأي مرض. وعندما أخذ أعداد المتعلمين يزداد يوماً بعد آخر في القرى والهجر أخذ المتعلمون الأقل حظاً بتعدد المناصب والمهام يرددون فيما بينهم « ما في بهالبلد إلا هالولد « ومعبرين بذلك عن استهجانهم لتعدد المهام مع اختلافها في يد رجل واحد، ناهيك عن عدم دراية ذاك الأوحد بالكثير من الأشياء التي ينبري لتنفيذها، وهنا مكمن الخطأ وأعتقد جازماً أن مثل هذا المثل مازال يتعايش معنا حتى الآن، فنجد الكثير من المسؤولين التنفيذيين يتبؤون عدة مناصب، فتجده مديراً وطبيباً وعميداً ومهندساً إن لزم الأمر في وقت واحد رغم أن الوطن لم يعد يشتكي قلة المتعلمين بل على العكس من هذا أخذ يزخر بالعديد من الحاصلين على أعلى الشهادات العلمية من أبنائنا وبناتنا وعلى مستويات منافسة عالمياً ولم يجد البعض منهم فرصته المناسبة، أو لعل بعضهم لم يجد عملاً أصلاً ... وهذا ناتج عن احتكار المناصب وترتيبها خلف بعضها وكأنها بعض مستلزمات «الديكور» والوجاهة وعند الحصاد نفاجأ بكثرة الإخفاقات التي ترتد على الوطن وأبنائه كسهام مؤذية والبعض منها قاتل.

لو أردنا الاستفاضة في هذا السبب فقط لاحتجنا العديد من الصفحات لطرح الأمثلة فقط. ولكن أعود لأقول إن في هذا البلد ألف ألف ولد ولكن هم بحاجة إلى الفرصة نعم الفرصة.





 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة