قرأت زاوية جداول للأستاذ حمد القاضي في العدد 14022 والتي تحدث من خلالها عن نظام ساهر ووجوب النظر في السرعات المتدنية التي حددت في بعض شوارع الرياض.
أتفق مع الكاتب أنه يجب النظر في بعض السرعات المحددة المتدنية في أغلب الشوارع الكبيرة في الرياض وهي متدنية جداً وليس من المعقول أن تلتزم بسرعة 80 في شارع كشارع الملك عبدالله أو التخصصي أو غيرهما.
ولكن قبل كل شيء يجب أن نعترف أن نظام ساهر قد حقق أهدافًا كبيرة ونتائج إيجابية عظيمة متمثلة في قلة الحوادث من جهة، وانعدام الفوضى القيادية من جهة أخرى، فنسبة الحوادث قلّت، والفوضى العارمة في شوارعنا اندثرت، وقد أثبتت الإحصائيات أن معدلات الوفاة بسبب الحوادث قد انخفضت بنسب ما بين 38 و45% وانخفاض نسبة الحوادث من 21 إلى 32%، وغير ذلك من النتائج الموثقة التي أثبتت أن ساهر قد أظهر نتائج جيدة وملحوظة وسوف تزيد هذه النسب إذا أخذ الناس عليه، وأصبح تقيدهم بالنظام المروري عادة وليس تخوفاً من كاميرات ساهر.
ولكن ما دعاني للكتابة هو أمر مهم للغاية وهو معاناة قائدي المركبات مع كاميرات ساهر في الطرق السريعة فإذا كان القصد هو الكسب المادي فليصرح بذلك واضعو النظام وليسترِح مرتادو الطرقات السريعة من كثرة الحديث، أما أن يكون عن دراسات فهذا غير صحيح وسأذكر عدة أسباب كفيلة بأن يتم النظر في نظام ساهر عبر الطرق السريعة:
أولاً: في السنوات الأخيرة أصبح الناس يعيشون مرحلة وعي كبير من ناحية تاريخ انتهاء الإطارات ومعرفة عمرها الافتراضي.
ثانياً: عدم بيع الإطارات المستعملة في محلات الإطارات من قبل أصحاب الشأن.
ثالثاً: تتميز بلادنا بمساحة شاسعة تتخللها طرق سريعة بمئات الأميال وليس الكيلومترات فبين الحدود الشمالية وجيزان أكثر من ألفي كم، وحقل والبطحاء أكثر من 1500كم، والدمام وجدة أكثر من 1700كم، وغيرها من الأمثلة.
رابعاً: تفتقر بلادنا للمناظر الجميلة والأجواء الربيعية عبر الطرقات فإما صحراء قاحلة، أو أشجار ميتة، أو بيوت قديمة متهالكة، وحرارة تتعدى 50 درجة مئوية صيفاً، بالمعنى لا أجواء جميلة ولا مناظر طبيعية تسحر مرتادي الطريق.
خامساً: عدم توفر دورات مياه (أعزكم الله) صالحة للاستخدام الآدمي، ولن أستثني في هذا الجانب بل إن 99.9% من دورات مياه محطات الوقود والاستراحات في حال ترثى عليها، والحال ينطبق على المطاعم أيضاً.
من خلال هذه النقاط هل يليق أن نجعل من يرتاد طريقًا بمسارات ثلاث وبشبك حامٍ من الإبل السائبة وفي أجواء مملة وحرارة شديدة أن يلتزم بسرعة 120كم، وفي طرق أخرى تكون السرعة 100كم و110كم وهي مزدوجة، وهل نستطيع أن نحصي عدد الحوادث بسبب نوم قائد المركبة؟
لأن الغريب في الأمر أنه في الطرق الدائرية المزدحمة في المدن تكون السرعة 120كم، وفي اطرق السريعة بين المدن نفس السرعة، ما هذا التناقض؟!. إذا كان الأمر توعوياً فيجب التجاوز حتى سرعة 140كم، ولكن المصيبة أن هناك من سدد مخالفات بسرعة 121كم عبر الطرق السريعة، فهل الهدف مادي فقط؟
إنني أناشد أصحاب الشأن أن تكون السرعة 140كم في الطرق السريعة في المسار الأيسر وأقل من 120 في المسار الأوسط وأقل من 80 في المسار الأيمن، وتسجيل مخالفات لمن يزيد في السرعة أو يعطل السير.
ومن يقول إنه ليس هناك فرق يذكر بين 120كم و140كم، فيبدو أنه لا يتنقل إلا عبر الطائرات، ولكنني سأجيب عليه لكي يزيد من معلوماته، أن الفرق يكمن في طرد الملل من جهة، والوصول دون الحاجة لدورات مياه ومصليات ومطاعم الطرق السريعة من جهة أخرى.
خالد سليمان العطا الله – الزلفي -
k_8_8_8@hotmail.com