منذ توليه حفظه الله مقاليد الحكم وهو يقود حملة منظمة للإصلاح والتغيير تستهدف راحة المواطن وتمتعه بالرفاهية والحرية والعزة والكرامة وأن يأمن على أن ما يقدم له من خدمات ومشاريع بعيد عن الفساد، وفي أوامره الملكية الأخيرة أمر حفظه الله بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ترتبط بجلالته مباشرة...
وأكثر ما جاء فيها من أمر أراح الناس أنها لا تستثني في مكافحتها (كائناً من كان) وهذا نهج حكيم وعادل تعودنا من خادم الحرمين الشريفين التوجيه إليه في قراراته الإصلاحية، وهو ما كان ينتظره المواطن ليواجه المفسدين في الأرض! والذين تضيع في أروقة ذممهم مقدرات البلاد والعباد! هذه الهيئة يعول عليها كثير في محاربة الفساد وهزيمته لتحقق رؤى وأهداف رائد الإصلاح ومحارب الفساد خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، يريد المواطن من الهيئة الرقابية أن تتحسس و(تشمشم) روائح المفسدين قبل أن تتصاعد، نريد منها خطوات استباقية وألا تكتفي فقط بالملفات المفتوحة ! وما المانع أن تضع رقما موحدا لتلقي البلاغات عن المفسدين وتجاوزاتهم، لعل ذلك يساعد على التعاون في البر والتقوى ! هناك من يتقبلون الرشوة أو يفرضونها كشرط أساسي لأداء خدمة معينة لمن يدفع أكثر، سواء يدفع مالا أو خدمة أو وساطة أو حتى من يدفع (ماء) وجهه! لقد أصاب فيروس الفساد بعض الأنفس فأصبحت تجاهر بجرأتها على اختراق الأنظمة والبطش بها! مما يعني أنها تمادت كثيرا في فسادها! وفي هذا السياق لعلنا نتساءل من يجعل الفاسد يتمادى في غيه وفساده ؟ إنهم المتزلفون والمرتزقة من حوله لأنهم يحسنون للمفسد ما يفعل ويعتبرون أن قفزاته فوق وتحت النظام، لأنه يملك ذكاء مفرطا وفطنة يتمتع بها هذا الشخص الذي لم تنجب البيض ولا السمر مثله! فالمرتزقة والمتزلفون ومن لديهم القدرة على (إراقة) ماء الوجه صباح مساء هم من يصنعون المفسدين متى ما زينوا لهم أفعالهم أو شاركوهم الفتات! لذلك فإن دور المواطن مهم في مساعدة هيئة مكافحة الفساد على إتمام دورها، وليعلم كل شخص أن (سكوته عن الفساد في محيط عمله أو إدارته سيدخله من ضمن دائرة (الداعمين له) وسيحمل (وزر) سكوته إلى يوم القيامة!