تعتبر الصورة الفوتوغرافية حجر زاوية مهماً في صناعة الإعلام، ولذا تتسابق الصحف والمجلات بالطرح المميز من خلال الصور المصاحبة للمواضيع باختلافها، وكثيراً ما تكون الصور السبب الأهم في جذب القراء، خاصة ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية كالعنف الأسري أو تعاطي المخدرات وغيرها، حينها تكون الصور أبلغ في تأثيرها على القارئ الذي لم يعد، كما سبق من سنوات وليس محتاجا لتعريف كتابي تحت صورة تظهر أبا يضرب طفله، أو حالة تسول عند إشارات المرور، كأن يكتب تحت الصورة «طفل يتشبث بأمه وهي تهم بالخروج من البيت بعد أن طلبت الطلاق»، أعتقد أن تدوين مثل هذا الشرح لا يجدي بل قد يقلل من قيمة الموضوع، وهذا لا يعني أن لا يتم التعريف بصور الأشخاص أو مواقع الأحداث، وقد تكون الصورة من أرشيف الصحيفة لإحدى الجهات التي تنظم فعاليات دورية، وقد يتم ترميم المبنى وتغيير الديكور ولا زالت الصورة هي ذاتها تتكرر في كل مرة يرد خبر عن تلك الجهة، مما يقلل من المصداقية التي هي الأهم في كسب رضا شريحة الجمهور المتابع المثقف الذي يزعجه كثيراً إهمال تحديث الصور لتكون متماهية مع التطور وإعطاء الموضوع حقه من الاجتهاد الصحفي، ولذا فإن الثقافة البصرية التي تصل إلى أحداق المتابعين لابد وأن تولى القدر الأكبر من الاهتمام عبر انتقاء الصور واختيار كادر المصورين المبدعين، والحرص على استقطابهم وتطوير الموجودين من كلا الجنسين، ولا عجب أن تنظم كبرى الشركات الإعلامية مسابقة عالمية لإبراز تميز المصورين وتكريمهم، والذين قد تصل أتعابهم المادية مبالغ كبيرة، في حين لا زال الوضع لدينا يحتاج للمزيد من التمحيص والاستفادة من التجارب الأخرى، فنحن لا ينقصنا الشباب المبدع ولا الإمكانات المادية أو التقنية لتحقيق التميز الفوتوغرافي الصحفي.
Hanan.hazza@yahoo.com