يا جدة « بكل حركاتك الثلاث»
مرفوعة بالدعاء..له
منصوبة بالأماني.. التي له
مكسورة بالحزن.. عليه
فقدت نورس بحركِ..
وفُجعتِ بسكوت نبض قلبكِ..
عزاؤك في ابنكِ
موَّالكِ
صوت حاراتكِ
قلمكِ المعبر..
نبضكِ الوفي..
ذاكرتكِ العامرة..
محمد صادق دياب
رحل..
و لم يرحل عنكِ فلا تبكي كثيرا..
فمن كنتِ بصمة لغته..
لا يتشتت في حنجرتكِ عقدُ حروفه..
ومن كنتِ هاجسَه..
لن تغمضَ عينُ فكرِه فيكِ..
لكنهم الناس الذين عرفوه يحزنون..
غيابه، صمته، رحيله في غيبة الطريق..
هم من ستوحش أماكنه في طرقهم..
ومواقعهم، وجلساتهم، وأحاديثهم..
واتجاهات صداه..
ذهب محمد صادق دياب
خفيفا من عبء الحياة..
تحفه أدعية المكلومين إلا بمسحة كفه..
الحزانى إلا برشة روحه..
البائسين إلا بكرم وجدانه...
وأولئك القريبين منه حد الكتفِ، والكفِّ..
ومحور النظر، ومدار الحركة..
ذهب محمد صادق دياب، وبقي..
لم يذهب عن ذاكرة كل من رافقه في طفولته، على أجنحة مخيلته..
ولا من زامله دعساته في حواري مدينته..
ولا من رمى معه بأشرعة مراكبه في بحرها..
واستظل من هجير ماضيه برحابة حاضره..
وتذوق معه نكهة «مقام حجاز» وتطرَّب ترانيمه..
رحمه الله..
الوفي لها، باصم النهايات تحت شراعها..
وعلى أديم نسيج عسجدها..
رجمه الله..
يا جدة..الساكنة في عروقه..
الناطقة في حروفه..
الباسمة في ذاكرته..
الموغل هو فيك..
الموسوم هو بك..
تراثا أدبيا مبدعا..
وإنسانية لا تكف دموعا عن رثائها في غيبته..
اللهم أسكنه من الجنات عدنها، وفردوسها، ونعيمها مقاما في زمرة سيد المرسلين..صلى الله عليه وسلم..
اللهم ومتعه برضاك, وعفوك، وغفرانك..
اللهم واجبر أهله, وذويه, ورفاقه, ومحبيه, وجدة التي فيه..
و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.