فاصلة:
((من يراقب الريح كثيراً لا يزرع نبتة))
- حكمة عالمية -
كيف يمكن أن تكون كاتباً حراً وهناك من يتربص بك !!
لا، ليس القراء هم المتربصون؛ فقارئك الذي اعتادك يحنو عليك ويتفهم حضور كلماتك وغيابها، وضوحها وغموضها. إنما هناك من يقلق راحته أن يكون الكتّاب مؤثرين في المجتمع مع أنه من الطبيعي أن يؤثر المثقف في مجتمعه بشكل أو بآخر.
عندما تشعر بالمحاصرة من قبل الآخر؛ فهذا يعني أنك في دائرة النقد وتحت مجهره؛ ليس لما تنشره في عمودك الصحفي أو مساحة النشر المخصصة لأفكارك، إنما لأنك مصنّف مسبقاً ضمن تصنيفات متداولة في المجتمع دون وعي من البعض حتى بماهيتها.
وإذا ابتعدت عن هؤلاء وجدت أن هناك جبهات أخرى عليك أن تواجهها، وأسئلة عليك أن تجيب عنها.
هل عليك قبل أن تكتب أن تفكر كثيرا فيما يكتب الآخرون حتى تكتب مثلهم أو تختلف عنهم؟!!
هل عليك أن تستذكر الرقيب؟ وهل يمكن أن يعتبر ما تكتبه مخالفا للخطوط الحمراء المتغيرة من رقيب إلى آخر لأن الرقابة دون معايير !!
هل عليك أن تسعى لتحقيق رغبات القراء التي يرسلونها إلى بريدك الالكتروني ودعواتهم للكتابة في موضوعاتهم وقضاياهم منتظرين منك استجابة قريبة، وكأنك تملك مصباح علاء الدين السحري !!
هل عليك أن تكتب في بعض الموضوعات؛ لأن عدم الكتابة فيها سوف تفسر على أنك منفصل عن مشاكل مجتمعك حتى وإن كنت لا تعتبر هذا الموضوع قضية؛ لأن لك رؤية مختلفة!
الكتابة الوجدانية أو فن القصة والرواية ربما تكون أكثر قربا من الحرية؛ لأن الوقت ملكك والأفكار في فضائك دون قيود، بينما الكتابة اليومية تعني تحفزا مستمرا للوصول الى الفكرة والانتقال إلى معالجتها. يمكن أن تكون الكتابة مثل الهواء الذي تتنفسه لتعيش وتصبح عبئا حينما تجد أنك تفكر في الآخر أكثر ما تكتب له وعنه. أن تكون كاتباً لا يعني أن تكون سيدا للكلمات ولا فارسا يمتطي جواد الأفكار إنما يعني أنك تحاول أن تتخلص من القيود..
لكنه سؤال ملح: هل تمارس الحرية عندما تكتب ؟