في خضم هذه المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات التي تعصف بالعالم من حولنا، أرادت الأبواق المسمومة أن تنقلها لهذه البلاد الآمنة المطمئنة، تحت ستار المطالبة بالحقوق، وحل المشاكل الداخلية، مما جعلها تنطلي على بعضهم، ممن لا يحسنون عواقب الأمور، غافلين عن الفوارق بين هذه البلاد التي تحكم شرع الله، وبين البلاد التي تحكم القوانين المصاغة طبقياً، فيها الظلم الظاهر، يسوسهم حكامهم بالنار والحديد. الجميع يشاهد عبر القنوات الفضائية الآثار الجانبية والسلبية لهذه المظاهرات؛ خراب ودمار وسفك دماء وسقوط عروش، وهتك أعراض، كل ذلك لا يمكن تجاهله بأي حال من الأحوال، يقودها دعاة على أبواب جهنم، ارتأوا بلاد الغرب ملجأً لهم يطلقون فقاعاتهم من أوكارهم هناك، عبر وسائل اتصال مشبوهة، تؤازهم في ذلك أنفسهم المريضة، وهم العدو الحقيقي الذين تدثروا بالإسلام زوراً، نحن أمام صنفين مريضين يحتاجان لاستئصال من جسد هذه الأمة؛ خوارج هذا الزمان، والمستغربون المفتونون بالحضارة الغربية دون تمحيص، هذان الصنفان هما اللذان دوماً يدندنان حول الحقوق المزعومة، ولهم مآرب أخرى، وهم وأتباعهم يدركون أن أبواب القيادة الراشدة لهذه البلاد وجميع المسئولين فيها مشرعة لمن يطلب الحق، بل يشاهدون عبر الفضائيات تلك الجموع الغفيرة من المواطنين وأصحاب الحاجات، كيف تتم مقابلتهم والاستماع لمطالبهم من القيادة، في منظومة سلسة متميزة، قل ما يوجد لها نظير في البلاد الأخرى.
مرت جمعة ثورة حنين كما يقال، ولم يعد أصحابها إلا بخفه البالي!. كان لبيان وزارة الداخلية، وبيان هيئة كبار العلماء؛ أكبر الأثر والفضل بعد الله، في لجم هؤلاء الشياطين من المتطرفين والمستغربين، دعاة الفتنة. جسد المواطنون لحمة الوفاء للقيادة، في موقف رسم أطر العلاقة بين القيادة والشعب في جميع مستوياتها، وتأكدت نوعية التلاحم الفريدة، ومعنى المواطنة المتميزة التي تنبذ المزايدة عليها، ولم تخف القيادة مدى إعجابها بالوقفة الصادقة من هذا الشعب الوفي، أعلنها الإنسان الصادق، الإنسان الغيور على الدين، خادم السنة المطهرة؛ نايف بن عبد العزيز- أعزه الله-، لقد أشاد بموقف الشعب الوفي، الكبير والصغير والرجل والمرأة، ومهنئاً بذلك المليك المفدى، فخوراً بتخلق الشعب بأخلاق الإسلام، ووقوفهم بوجه الأشرار الذين أرادوا أن تكون المملكة مسرحاً للأحداث والفتن، يحق للأمير نايف أن يعتز بهذا الشعب الذي لم تنطل عليه افتراءات ونداءات الفقيه وأعوانه، التي تدار بالريموت، شعب شعاره التلاحم مع القيادة؛ شرف الأمير نايف بالثناء عليه وتقديره. أوقفتني عبارات سموه (ومثلما نقول اليوم شكراً وهنيئاً لمليكنا بشعبه، سنقول غداً شكراً لسيدي خادم الحرمين الشريفين وهنيئاً للشعب بمليكه) عبارات، ذات دلالات يعي المواطن الفطن مرادها، ومن نبل سموه أن شكر سماحة المفتي والعلماء الأجلاء وأئمة المساجد وكل العقلاء من أبناء هذا الوطن الغالي، مشيداً بإسهاماتهم كل فيما يخصه، وهم الذين ردوا بقوة وثقة بالله عز وجل كيد الخائبين، الذين أرادوا لهذه البلاد إثارة الفتن والقلاقل، وما أحلى قول سموه ( رفعتم رؤوسنا أمام العالم )، كلمات خرجت مدوية، من قلب رجل مؤمن صادق وفي، إلى آذان صاغية بإذن الله، حفظ الله بلادنا من كل سوء.
(*) المستشار الإعلامي بمكتب وزير الثقافة والإعلام
dr-al-jwair@hotmail.com