لا نعرف كيف تتخلص مدينة الرياض من ما تشهده طوال العام من ازدحام الطرقات، بل وتوقف السير على طرقاتها، والعجيب في الأمر أننا كنا قبل سنوات نشاهد في أوقات الإجازات تراجعاً واضحاً لموجة الزحام، ولكن هذا الأمر لم يعد قائماً هذه الأيام، فحتى في الإجازات مثل إجازة الربيع وإجازة الصيف لم نعد نشعر بأن الرياض قد تخلصت ولو من نسبة بسيطة من هذا الزحام الذي أصبح سمة لها.
ومن أبرز شواهد هذا الزحام ما نراه من ازدحام مخيف في المواقف حتى لم تعد مقتصرة على المواقف المخصصة لها بل تعداها إلى الوقوف في المسارات نفسها في الشوارع وعلى الأرصفة، والوقوف في صفين في أحيان كثيرة خاصة أمام الأماكن العامة بشكل عام.
كل هذا يجعلنا نتساءل: ما الذي سيحدث على سبيل المثال في العام القادم، وهل سنصل إلى مرحلة نجد فيها الشوارع عبارة عن أرتال وأكوام من السيارات لا فرق بينها وبين المواقف، هل سيصل الأمر إلى تعطل الأعمال لأسباب مثل هذا الزحام المخيف؟.. نسمع كثيراً أن هناك حلولا جذرية تقدمها جهات مسؤولة في مدينة الرياض، ولكن الواقع يجعلنا نتردد في قبول فكرة إمكانية الوصول إلى حلول عملية لمشكلة الزحام.
في رأيي المتواضع أن الأمر يحتاج إلى دراسات ميدانية حقيقية وليس آراء نظرية، ويحتاج إلى نزول المسؤولين ذوي العلاقة إلى الشوارع للوقوف بأنفسهم على هذه المشاكل، وليس الاعتماد على تقارير من لا يكونون مخلصين في عملهم، وليس هناك ما يمنع من الاستعانة بخبراء ومستشارين خارج المملكة لديهم الخبرة والقدرة على تقديم الحلول من دول واجهت مثل هذه المشاكل وتوصلت إلى حلول لها.
إن من المهم هو القضاء على المشكلة وليست معالجتها معالجة سطحية، المهم أن يشعر المواطن أن حركة السير هي حركة طبيعية لا تختلف عن أي حركة سير في أي دولة من دول العالم.
أتمنى أن يكون العام القادم عاماً أقل ازدحاماً، وأكثر تنظيماً لحركة السير وأكثر تشدداً في إيقاع العقوبات على المخالفين الذين لهم دور في هذا الزحام.