|
طهران - أحمد مصطفى
يسعى تيار متطرف في الحكومة الإيرانية إلى إشعال الحرائق مع دول الجوار. ويمكن قراءة ذلك من خلال تصريحات النائب روح حسينيان رئيس تكتل الثورة الإسلامية في البرلمان والذي شغل سابقاً رئيس مركز وثائق الثورة التابع لوزارة الأمن.
ودعا حسينيان جنرالات المؤسسة العسكرية الإيرانية إلى دفع كتائبهم نحو الحدود مع البحرين؛ وإلى جانب تلك الدعوة ظهرت دعوات من الحوزة الدينية في قم إلى ضرورة استخدام الجانب العسكري لمساعدة المعارضة في البحرين. وفي مقابل تلك الدعوات صدرت تصريحات أكثر عقلانية من داخل المؤسسة العسكرية أكدت عدم الدخول في مواجهة عسكرية مع الجيران.
وإلى جانب تلك الآراء المختلفة ما زال الجهد الدبلوماسي الإيراني يعيش حالة من الترنح بسبب الاختلافات داخل منظومة القيادة، فقد صرح مسؤول إيراني ل(الجزيرة) أن هناك رأي داخل النظام يعتقد بضرورة عقلنة الجهود الدبلوماسية وعدم الدخول في اشتباكات سياسية مع الجيران وبخاصة المملكة العربية السعودية. ويتبني هذا الموقف رئيس الدبلوماسية الإيرانية علي أكبر صالحي، في مقابل ذلك يسعي التيار المتطرف داخل وزارة الخارجية والمؤسسة العسكرية إلى إشعال الموقف الدبلوماسي والعسكري. ويأتي في هذا السياق تحركات البسيج في طهران ومشهد بمهاجمة سفارات المملكة داخل طهران ومشهد؛ ففي طهران قام جمع قليل من البسيج بمهاجمة سفارة المملكة بقنابل المولوتوف الحارقة وأضرموا النيران في السفارة، وهو موقف متكرر للجماعة نفسها حيث أشعلوا الحرائق في قنصلية المملكة بمدينة مشهد وسط استنكار من الأهالي بمدينة طهران ومدينة مشهد. وبسبب التجاوزات قام رجال الشرطة باعتقال قسم من المتظاهرين بسبب رميهم لقنابل المولوتوف باتجاه مبني السفارة.
إن قيام مجموعة من البسيج بإحراق جانب من سفارة المملكة بطهران أمس الأول الاثنين هو سلوك غير منطقي ولا ينسجم مع الأعراف الدبلوماسية، إضافة إلى أن هذا السلوك يجب أن يخضع إلى التحقيق من قبل السلطات الأمنية في إيران خاصة وأن هناك من يحاول الاصطياد بالماء العكر. وأخيراً فإن تسوية الأزمات لا يمكن من خلال قنابل المولوتوف.