توضع الخطط التنموية للاسترشاد بها من قبل مختلف الجهات في تنفيذ خططها التفصيلية وهي في الغالب لا تتم بمعزل عن تلك الجهات، وبغض النظر عن ملاحظاتنا حول بعض الخطط إلا أنها تظل ذات مرجعية مهمة يجب عدم إهمالها. خطة التنمية التاسعة التي تمتد حتى عام 1436هـ وضعت توقعات للطلب المستهدف من خدمات وزارة الصحة بناء على المعايير الجغرافية والسكانية والصحية.
تحديداً في مجال عدد أسرة مستشفيات وزارة الصحة نجد المستهدف التالي لبعض المناطق بناءً على معيار صحي يتمثل في الوصول إلى سريرين لكل ألف نسمة من السكان.
مكة المكرمة وعدد سكانها المتوقع عام 1436هـ سيصل إلى سبعة ملايين تقريباً بحاجة إلى رفع عدد أسرتها من 6800 إلى 13964 سريراً. عسير وعدد سكانها المتوقع عام 1436هـ سيصل إلى مليونين تقريباً بحاجة إلى رفع عدد أسرتها من 2515 إلى 4099 سريراً. جازان وعدد سكانها المتوقع لعام 1436هـ سيصل إلى مليون ونصف بحاجة إلى رفع عدد أسرتها من 1796 إلى 3083 سريراً. المدينة المنورة وعدد سكانها المتوقع لعام 1436هـ مليونين تقريباً بحاجة إلى رفع عدد أسرتها من 2158 إلى 3856 سريراً.
الرياض وعدد سكانها المتوقع لعام 1436هـ سيصل إلى سبعة ملايين تقريباً بحاجة إلى رفع عدد أسرتها من 6074 إلى 14018 سريراً. تبوك وعدد سكانها المتوقع لعام 1436هـ سيصل إلى حوالي المليون بحاجة إلى رفع أسرتها من 951 إلى 1790 سريراً.
تلك أبرز المناطق التي هي بحاجة إلى مشاريع صحية كبرى لتصحيح وضع عدد الأسرة فيها بشكل كبير، يتجاوز الضعف في بعض المناطق.
مع ملاحظة أن بقية المناطق بحاجة كذلك إلى رفع أعداد الأسرة بها، لكن بنسب أقل بينما وبعضها ليس بحاجة إلى زيادة في عدد الأسرة مثل منطقة الجوف.
السؤال الذي نطرحه هنا هو: هل تأخذ وزارة الصحة ذلك في الاعتبار في مشاريعها؟ لماذا إذن نرى مدينة طبية بمدينة ليست بحاجة إلى مزيد من الأسرة بينما مناطق بحاجة كبرى لمزيد من الأسرة مثل جازان والمدينة المنورة لم تحظ بمشاريع مدن طبية كبرى كتلك التي أقرت بالرياض ومكة والشرقية وعسير والجوف؟ البعض سيرى بأن مدينة طبية في عسير على سبيل المثال ستخدم المنطقة الجنوبية والجنوبية الغربية بكاملها وهذا تصور لا يتسق مع الواقع السكاني والجغرافي لأن المواطن بجازان أو بالباحة سيكون من الأسهل له الذهاب للرياض أو جدة من الذهاب لعسير بسبب عدم توفر الطيران البيني بين أبها والمناطق المحيطة بها ووعورة المواصلات البرية وعدم توفر التسهيلات الأخرى من سكن وغيرها.
نفس الوضع ينطبق على الشمال فالمواطن في القريات أو تبوك أو حائل قد يكون أسهل له السفر إلى عمان بالأردن براً إلى إلى الرياض جواً أو جدة من الذهاب للجوف لنفس المبررات التي تنطبق على مدن المنطقة الجنوبية.
لقد سعدنا بإنشاء مراكز طبية ضخمة بخمس مناطق لكن نرجو أن لا يحجب ذلك ضرورة وجود مراكز طبية متخصصة ومتقدمة ببقية المناطق وبالذات الأكثر احتياجاً مثل المدينة المنورة وجازان وتبوك وغيرها من المناطق ولا بد أن نسارع بتنفيذ تلك المدن والمستشفيات حتى تتحقق الأهداف التي وضعت للخطة التنموية الحالية التي ستنتهي بنهاية العام 1436هـ.
ملحوظه: يبدو أن كل قطاع صحي يخطط بمعزل عن القطاع الآخر لذلك لا توجد رؤية متكاملة حول نصيب كل منطقة من الخدمة الصحية بغض النظر عن مرجعيتها الإدارية وتركيزنا منصب على خطط وزارة الصحة المعلنة..