1- يشكو العرب من أن الإيرانيين اليوم يحاولون فصل الشيعة العرب عن بقية العرب وتوجيه ولائهم صوب إيران.. وفي رأيي أن ذلك لن يتحقق لسبب محوري وهو نظرة الفرس التاريخية للعرب.
2- تقول الدراسات إن الصفويين في إيران سعوا بجد لجعل التشيع دين فارس فقط.. وأن يقتصر على إيران وحدها.. لولا أن اتساع رقعة الدولة السعودية الثانية التي وصلت إلى النجف أيقظت مخاوفهم وبدلت إستراتيجيتهم إلى التوسع غرباً.
3- منذ ظهور الإسلام كان الفرس دائماً في موقع (المدافع) وأما اليوم فهم في موقع (المهاجم) سياسياً وعسكرياً وعقدياً.. فلهم اليوم الحضور سياسياً في بلدين عربيين.. وعندهم المرجعية الدينية للشيعة وهم يمثلون أقليات كبيرة وكثيرة في دول العالم العربي.. ويديرون أقوى الجمعيات الدعوية في العالم الإسلامي.. وهم تفردوا تقريباً بالساحة الدعوية الإسلامية بعد أحداث (11) سبتمبر.
4- رسالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى (يزدجر الثالث) إمبراطور فارس في القرن السابع الميلادي يدعوه فيها إلى التخلي عن الزرادشتية ومن ثم رد يزدجر عليه.. توحي أن الفرس نظروا إلى الدعوة إلى الإسلام على أنه صراع هويات.. فقد نظر الفرس إلى الإسلام على أنه قضية قومية وليست دينية.. وأكد ذلك المفكر الإيراني (أمير طاهري) حين أشار إلى أن الإيرانيين يعانون من انفصام في الشخصية منذ دخولهم الإسلام.
5- الحسين بن علي رضي الله عنه تزوج من (بيبي شهر بانو) الابنة الصغرى للإمبراطور الفارسي يزدجر.. ويقال إن ذلك هو البداية الحقيقية للتزاوج بين العرب والفرس.. وهو الذي خفف قليلاً من مظاهر العداء بينهما.. وربما كان ذلك تفسيراً لزيادة تقديس الشيعة لعلي والحسن والحسين أكثر من غيرهم من آل البيت حتى من النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
6- حمل الفرس دائماً مشاعر التعالي على (الأعراب) كما ينعتونهم.. فمشاعر العداء العنصرية يزخر بها الأدب الفارسي عند الحديث عن العرب.. حيث يسمي العرب في الأدب الفارس باسم (تازي) وتعني السلاب الجشع القاسي.. بل إن مشاعر العداء تجاه العرب ظهرت في ملاحمهم الأدبية العظيمة كالشاهنامة.
7- في عهد الشاه رضا بهلوي أنشئت أكاديمية لتنقية اللغة الفارسية من الكلمات العربية.. وعلى مدى عشر سنوات - كما يقول أمير طاهري - تم تخليص اللغة الفارسية من (5000) كلمة عربية واستبدالها بكلمات تركية!.. أو تم نحتها من مصادر مجهولة.. وصار كتاب (قرنان من الصمت) لعبدالحسين زرين كوب عن الهيمنة العربية من أكثر الكتب مبيعاً في الستينات الميلادية.
8- واليوم يقول مفكروهم إنه ما كانت ستقوم لدولة الإسلام قائمة لولا الحضارة الفارسية.. ويستدلون على ذلك بأن جل قادة وعلماء الدولة الإسلامية الأموية ثم العباسية هم من فارس.
9- السؤال الآن هل الاستقواء الشيعي الحالي يقوم على قوة سياسية.. أم أنه نتيجة انحسار فكري سني في مواجهة الفكر الشيعي؟.