جميل جداً ما نراه من مشروعات عملاقة وكبيرة وصغيرة هنا وهناك في بلدنا، فآثار التنمية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لا تخفى عن عين عاقل، والتي تأتي استكمالاً لما بدأه ملوكنا السابقون -رحمهم الله- فمن مشروعات تنموية في كل مكان، إلى إنفاق غير محدود على مشروعات البنية التحتية، فطرق تبنى ومصارف صحية وإنارة وسفلته وبناء مقرات دائمة للوزارات والمؤسسات الحكومية بديلة عن المستأجرة، ومباني مدارس تؤسس كل يوم هنا وهناك، كل هذا جميل جداً. ولعل حديثي هذا اليوم سيكون عن أبرزها وأهمها؛ لأنها تلامس كل مواطن ومقيم على أرض هذا الوطن، ألا وهي مشروعات الطرق، إذ إن ثمة ملاحظات مسؤولة عنها البلديات والمرور في مدن المملكة في حال إنشاء أو صيانة بعض الطرق يجب أن تُلاحظ فهي واضحة للعيان، وأيّ شخص قادر على ملاحظة مقدار الخطأ الكبير فيها وما فيها من إساءة ضخمة للوطن والمواطن. ولعلي أقول بعضها اليوم على أن أتبع بعضها الآخر في مقال آخر إن أسعفني الوقت:
لا توجد إضاءة كافية ليلاً في بعض المشروعات وخطر انزلاق السيارات في الحفريات وارد، وحياة الإنسان وممتلكات المواطنين بنفس الأهمية في إنشاء شارع جديد أو صيانته بل إنها أهم.
لا توجد إشارات للطرق البديلة توضع قبل مسافة كافية ليتجنب السائق الذهاب للأماكن المزدحمة بسبب الصيانة، بل تجعل الإنسان يعلق هناك بغض النظر عن كيفية خروجه أو زمن خروجه وكأن المشكلة لا تعني شيئاً للبلدية أو المرور.
بعض المشروعات لا تضع إشارات كافية في مقاسمة الطرق البديلة بين السيارات، فتتعارك السيارات فيما بينها ويتعرض السائقين للخطر والسيارات للحوادث، بسبب أن منفذ المشروع يركز على المشروع ولا يركز على تهيئة البديل وهذا خطأ المراقب والمرور المعني في الاهتمام بالناس وممتلكاتهم.
بعض هذه المشروعات تستمر لشهور وسنوات ويتضرر السكان المحليون في الحارات المجاورة أشد الضرر دون أخذ بالاعتبار أهمية وجود مداخل خاصة بهم ومخارج خاصة بهم، مثل المشروع القائم حالياً بطريق الملك عبدالله في الرياض، هذا المشروع له أكثر من أربع سنوات، وأجزم أنه لا يوجد ساكن ولا زائر إلا وتضرر من ذلك الطريق المعطل الذي لا ندري متى سيتم الإفراج عنه!.
عدم وجود مراقب دائم لهذه الأمكنة فتجد أن بعضها مفتوحة ومتوقف العمل فيها لأشهر دون أن ترى رقيب لهذا الوضع، وهذا مؤلم للغاية خاصة مع وجود خطورة الحفر المفتوحة أو خطر السقوط من جسور أو عبث الصغار هنا وهناك خاصة في الأجزاء القريبة من الحارات.
هذه أهم الملاحظات التي لا يمكن التغافل عنها وهي متكررة كل يوم وفي كل شارع فيه إنشاءات جديدة أو صيانة، ولا أتوقع تفاعلاً سريعاً من المرور والبلديات لأننا تعودنا على المبررات وتعودنا على رؤية الحوادث وخسارة الأموال والأرواح دون أن يحرك في ضمير المراقب شيئاً، ويستمر صاحب الإنشاءات في منأى عن هذه الجرائم بحجة أن الناس تسرع وأن الناس هي المخطئة دائماً ومسكينة هي الناس تُظلم ويحملونها العتب!.
www.salmogren.net