أذكر أني تطرقت إلى هذا الموضوع الوجداني: في هذا العصر المادي واليوم أعود إلى هذه الهواجس المنسية..!
- لقد حدث هذا في الماضي السحيق..! ففي زمن الحب والتحول قال الشاعر العاشق لمحبوبته.. إن في بردي جسماً ناحلاً لو توكأت عليه لانهدم وصفقنا بأيدينا طرباً..! أما المحبوبة فمشت بين لداتها في مضارب القبيلة يرقص في قلبها النغم ويزهر على شفتيها الفرح وكأنها هي كليوبترا أو تكاد..!!
- وفي هذا الزمن زمن البورش واليخت وأصحاب الدولار انطفأ الحب في نبض الشاعر فقال: بدراهمي لا بالحديث الناعم والباقي عندكم..!! مع أن هذه الحبيبة العصية تهز كتفيها من داخل فروها الفاخر بلا مبالاة وكأنها ليلى العامرية، وعندها انبسطنا كعرب أقحاح وذهبنا في رحلة ضياع مع الريح والهبوب في صحراء الربع الخالي..!!
- على العموم لا لوم على سيدة المضارب ولا سيدة المطالب فكلتاهما لم تقولا شيئاً أكثر من الحركة الصامتة فرح على الشفاه أو هزة من الأكتاف..!
- لكن الصفاقة لدى العاشقين متوفرة وموجودة فما حاجة الأولى لعاشق تعبان إن وقف لا يستطيع الجلوس وإن جلس لا يقوى على الوقوف.. وما حاجة الثانية لعاشق (متورم) معه حفنة دراهم مع أن في العالم اليوم أكثر من مليون عاشق أفقرهم عنده مليار دولار..! وقد تجدهم يتنقلون بين فنادق جنيف - وكان - وكأنهم في تجوال دائم للبحث عن ذواتهم..!!
رسالة من صديق
لعل مبعث وسبب كتابة هذه المقالة.. رسالة من أحد الأصدقاء أريد جواباً على عنوان هذه المقالة وتحمل هذه المقاطع لشوقي وأمين نخلة وكأن صديقي هذا يتباكى على الأحلام الرقيقة وعصر الرومانسية وهو يلومنا معشر الكاتبين وقد بدأها بقصيدة لأحمد شوقي التي تقول:
شيعت أحلامي بقلب باك
ولملمت من طرق الملاح شباكي
ثم عرج على أمين نخلة وقال معه:
أحبك في القنوط وفي التمني
كأني صرت منك وصرت مني
أحبك فوق ما وسعت ضلوعي
وفوق مدى يدي وبلوغ ظني
- إنها تهويمات خطرت فكونت هذا الرد على رسالة صديقي الذي يختفي خلف أستار الزمن؟!
Albassamk1hotmail.com