تقول الأخبار القادمة من طهران حسب موقع العربية نت: (ألقت مجموعة من قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني قنابل مولوتوف على مبنى السفارة السعودية في طهران، مساء الاثنين 11-4-2011، خلال تجمع للاحتجاج على موقف السعودية من التطورات الإقليمية. وذكرت وكالة فارس للأنباء أن «المحتجين أطلقوا 6 إلى 7 قنابل على مبنى السفارة، وأظهرت الصور التي نشرتها وكالات الأنباء الرسمية الإيرانية أن قوات الأمن فرضت طوقاً أمنياً أمام مبنى السفارة لكنها لم تتصد إلى التجمع الذي عبَّر فيه المشاركون عن دعمهم لتوجهات السلطة الإيرانية من الأحداث الإقليمية. وتمنع السلطات الإيرانية أي تجمع سلمي للمعارضة الداخلية بقوة، لكنها لم تتصد للتجمع الذي حمل فيه أنصار الباسيج كمية من المتفجرات. وذكرت وكالة فارس أن «عدداً من المحتجين حاولوا نصب علم حزب الله اللبناني على مبنى السفارة، لكن الأمن منعهم من ذلك).
طيّب؛ هناك أربعة أندية رياضية سعودية من المنتظر أن تلعب مباريات في إيران، ففريق نادي الاتحاد الكروي سوف يواجه بيروزي الإيراني في الثالث من مايو القادم في طهران، بينما يواجه الهلال سباهان أصفهان في الرابع من الشهر نفسه، ويواجه الشباب ذوب آهن أصفهان في اليوم العاشر من مايو، فيما يلعب النصر آخر مباريات الفرق السعودية هناك يوم 11 مايو مع استقلال طهران. والسؤال الذي تفرضه الأوضاع المحتقنة بعد تهجم الباسيج على السفارة بهذه الطريقة الوقحة: كيف نأمن على أبنائنا هناك حيال هذا الوضع العدائي والمتأزم، وخصوصاً أن مباريات كرة القدم يحضرها جماهير يصعب السيطرة على ردود أفعالها، فطالما أن السلطات في إيران لم تستطع أن تحمي حتى السفارات من تسلّط الباسيج، الذي هو فرع من الحرس الثوري الإيراني، فكيف يمكن أن نضمن سلامة لاعبينا من الجماهير، ناهيك عن هؤلاء (البلطجية) الرسميين، الذين لا يحكمهم لا أخلاق ولا قانون، إضافة إلى أن لاعبي أنديتنا سيؤدون مبارياتهم هناك تحت ضغط نفسي شديد يحكمه الخوف على سلامتهم، الأمر الذي سيجعلهم يتعاملون مع الكرة في الملعب بحذر وخوف شديدين، مما يجعل هزيمة فرقنا شبه مؤكّدة لظروف لا علاقة لها باللعبة نفسها، فلماذا لا (نقصر العنوة)، وننسحب إذا أصر الاتحاد الآسيوي على إقامة المباريات في إيران، ولم يستجب لطلبنا بنقل المباريات من إيران، أسوة بنقل المباريات من اليمن نظراً لظروف اليمن الداخلية، وإقامتها في مكان آخر.
أعرف كما يعرف غيري أن الاتحاد الآسيوي لن يستجيب لطلبنا خوفاً من غضب الإيرانيين، إضافة إلى أن رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام ينافس الآن على رئاسة (الفيفا)، فيما ينافس نائبه يوسف السركال على رئاسة الاتحاد الآسيوي، وسوف يجاملا الإيرانيين، ولن ينقلا المباريات إلى أرض محايدة خشية من أن يؤثّر ذلك على حظوظهما في الفوز بهذين المنصبين. لذلك لا مناص من الانسحاب من البطولة، وتركها؛ فسلامة أبنائنا فوق كل اعتبار. ودولة لا تحترم (ضيوفها)، وتسلّط عليهم أجهزتها الأمنية، تحت ذرائع ثورية شتى، لا يمكن أن نأمن غدرها؛ وخصوصاً أن احتقان الأجهزة الرسمية وعلى رأسها الحرس الثوري على المملكة بعد فشل مؤامراتهم في البحرين قد بلغ أوجه، ولن أستغرب إطلاقاً فيما لو استغلوا إحدى هذه المباريات لتفريغ هذا الاحتقان، ثم ألقوا باللائمة على الجماهير الغاضبة، وخصوصاً أن الإيرانيين لا تحكمهم أعراف، ولا يستكينون لأي نظام، وقصتهم مع السفارة الأمريكية، وأسر موظفيها في بدايات ثورتهم خير مثال، وبالمناسبة فقد كان رئيس جمهوريتهم الحالي أحمدي نجاد أحد أبطال مقتحمي السفارة الأمريكية في بداية الثمانينات كما هو معروف؛ أي أن فكر الانتقام والتصعيد و(البلطجة) يحتل الآن قمة الهرم السياسي في إيران. وما خاب من جعل من الحيطة والحذر أساس تعاملاته مع مثل هذه الأنظمة.
إلى اللقاء.